ثم قال : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا في السماوات وَمَا فِي الأرض } يعني : ذلل لكم ما في السماوات وما في الأرض ، لصلاحكم . ثم قال تعالى : { جَمِيعاً مّنْهُ } يعني : جميع ما سخر الله تعالى ، هو من قدرته ورحمته . ويقال : { جَمِيعاً مّنْهُ } يعني : مِنَّةً منه . قال مقاتل : يعني : جميعاً من أمره . وروى عكرمة ، عن ابن عباس قال : جميعاً منه ، منه النور ، ومنه الشمس ومنه القمر .
{ إِنَّ في ذَلِكَ } يعني : فيما ذكر { لآيَاتٍ } يعني : دلالات وعبرات { لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يعتبرون في صنعه وتوحيده . وروى الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، «أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ فِي الخَالِق ، فَقَالَ : تَفَكَّرُوا فِي الْخَلْقِ ، وَلاَ تَتَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ » . وروى وكيع ، عن هشام ، عن عروة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أحَدَكُم ، فَيَقُول : مَنْ خَلَقَ السماء ؟ فيقول : الله ، فيقول : من خلق الأرض ؟ فيقول : الله . فيقول : من خلق الله تعالى ؟ فإذا افْتُتِنَ أَحَدُكُمُ بِذَلِكَ ، فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِالله وَرَسُولِهِ » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.