الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

فإن قلت : ما معنى { مِّنْهُ } في قوله : { جَمِيعاً مِّنْهُ } وما موقعها من الإعراب ، قلت : هي واقعة موقع الحال ، والمعنى : أنه سخر هذه الأشياء كائنة منه وحاصلة من عنده ، يعني : أنه مكوّنها وموجدها بقدرته وحكمته ، ثم مسخرها لخلقه . ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : هي جميعاً منه ، وأن يكون { وَسَخَّرَ لَكُمُ } تأكيداً لقوله تعالى : { سَخَّرَ لَكُم } ثم ابتدىء قوله : { مَّا فِى السماوات وَمَا فِى الأرض جَمِيعاً مِّنْهُ } وأن يكون { وَمَا فِى الأرض } مبتدأ ، و { مِّنْهُ } خبره . وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما «منة » وقرأ سلمة بن محارب : منه ، على أن يكون منه فاعل سخر على الإسناد المجازي . أو على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي : ذلك ، أو هو منه .