الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

ثم قال تعالى : { وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه } ، أي : سخر{[62465]} لكم أيضا – أيها الناس – ما في السموات من شمس وقمر ونجوم وليل ونهار وما في الأرض ما دابة وشجر وجبل وغير ذلك لمنافعلكم{[62466]} ومصالحكم جميعا منه ، أي : نعمة منه عليكم ، فإياه فاحمدوا واشكروا .

وقرئت{[62467]} : ( جميعا منة ){[62468]} ، أي : من ( عليكم بذلك{[62469]} منة ){[62470]} .

ثم قال : { إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } أي : إن في تسخير ما تقدم ذكره لمنافع الخلق ومصالحهم لعبرا لقوم يتفكرون في آيات الله عز وجل وحججه سبحانه وأدلته{[62471]} فيعتبرون بها ويتعظون .

و{ جميعا منه } ( وقف جيد ){[62472]} .

ومن قرأ ( منة ) وقف على ( جميعا ) ، ثم ابتدأ ( منة ) إن{[62473]} في ذلك ، أي : من عليكم بذلك منة{[62474]} .


[62465]:(ح): (وسخر).
[62466]:(ت): لمنافعكم).
[62467]:(ت): (قرئت).
[62468]:قرأ ابن عباس والجحدري وغيرهما (جميعا منة) بكسر الميم وتشديد النون وتنوين الهاء. انظر إعراب النحاس 4/143، والمحرر الوجيز 14/309، وجامع القرطبي 16/160 وفي المحرر الوجيز: (قال أبو حاتم: سند هذه القراءة إلى ابن عباس مظلم).
[62469]:(ح): (بذلك عليكم).
[62470]:فوق السطر في (ت).
[62471]:(ح): (وأذلته جلت عظمته) بالذال المعجمة.
[62472]:ورد بأن الوقف على (جمبعا منه) كاف في: القطع والإئتناف 659، والمكتفى 517، ومنار الهدى 289، والمقصد 79 إلى ابن عطية فإنه قال بأنه وقف جيد. انظر المحرر الوجيز 14/309.
[62473]:(ح): (أي إن).
[62474]:قال بجواز الوقف على (جميعا) لمن قرأ (منة): أبو حاتم انظر القطع والإئتناف 659.