قوله تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض } أي خلقها مسخرة لنا . أي لنفعنا .
قوله : «جميعاً » حال من { ما في السموات وما في الأرض } أو توكيد{[50603]} . وقد عدها ابن مالك في أَلْفَاظِهِ{[50604]} و «منه » يجوز أن يتعلق بمحذوف صفة ل «جميعاً » وأن يتعلق «بسَخَّر » أي هو صادر من جهته ومن عنده{[50605]} . وجوَّز الزمخشري في «منه » أن يكون خبر ابتداء مضمر ، أي هُنَّ جَمِيعاً منه ، وأن يكون { وَمَا فِي الأرض } مبتدأ و «منه » خبره{[50606]} .
قال أبو حيان : وهَذَانِ لا يجوزان إلاَّ على رأي الأخفش ، من حيث إنَّ الحال تقدمت يعني «جَمِيعاً » فقدمت على عاملها المعنوي يَعْنِي الجَار فهي نظير : زَيْدٌ قَائِماً فِي الدَّارِ{[50607]} والعامة على «مِنْهُ » . وابن عباس ( رضي الله عنهما ){[50608]} بكسر الميم وتشديد النون ونصب التاء{[50609]} . جعله مصدراً مِنْ : «مَنَّ يَمُنُّ مِنَّةً » فانتصبا به عنده على المصدر المؤكد ، وإما بعامل مضمر ، وإما بسخَّر لأنه بمعناه{[50610]} . قال أبو حاتم : سند{[50611]} هذه القراءة إلى ابن عباس مظلم{[50612]} . قال شهاب الدين : قد رُوِيَتْ أيضاً عن جماعة جلة غير ابن عباس ، فنقلها بن خالويه{[50613]} عنه وعن عُبَيْد بْنِ عُمَيْر ونقلها صاحب اللوامح{[50614]} وابن جني{[50615]} عن ابن عباس ، وعبد الله بن عمرو والجَحْدَريّ وعبد الله بن عُبَيْد بن عُمَيْر{[50616]} . وقرأ مُسْلِمَةُ{[50617]} بْنُ مَحَارِب كذلك إلا أنه رفع التاء جعلها خَبَر ابْتداءٍ مضمر ، أي هي مِنَّة{[50618]} .
وقرأ أيضاً في رواية أخرى فتح الميم وتشديد النون و «ها » كناية مضمومة جعله مصدراً مضافاً لضمير الله تعالى{[50619]} . ورفعه من وجهين :
أحدهما : بالفاعلية بسَخَّر ، أي سَخَّرَ لَكُمْ هَذِهِ الأشياءَ مَنُّهُ عَلَيْكُمْ{[50620]} .
والثاني : أن يكون خبر ابتداء مضمر ، أي هُو ، أو ذَلِكَ{[50621]} مَنُّهُ عليكم إنَّ في ذَلِكَ { لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.