إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

{ وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السماوات وَمَا فِي والأرض } من الموجوداتِ بأنْ جعلَها مداراً لمنافعِكم { جَمِيعاً } إما حالٌ مِنْ ما في السماوات والأرضِ ، أو توكيدٌ له { مِنْهُ } متعلقٌ بمحذوفٍ هو صفةٌ لجميعاً أو حالٌ منْ مَا ، أيْ جميعاً كائناً منْهُ تعالَى ، أو سخَّر لكُم هذهِ الأشياءَ كائنةً منه مخلوقةً له تعالى أو خبرٌ لمحذوفٍ أيْ هي جميعاً منْهُ تعالَى . وقُرِئ منه عَلى المفعولِ لَهُ ومنه على أنه فاعلُ سخَّر على الإسنادِ المجازيِّ أو خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ أي ذلكَ منْهُ { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي فيما ذُكِرَ من الأمورِ العظامِ { لآيَاتٍ } عظيمةَ الشأنِ كثيرةَ العددِ { لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } في بدائعِ صُنْعِ الله تعالى فإنَّهم يقفونَ بذلكَ على جلائلِ نعمهِ تعالى ودقائِقها ويوفقونَ لشكرِها .