{ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ } أي سخر لعباده جميع ما خلقه في سماواته وأرضه ، مما يتعلق به مصالحهم ويقوم به معايشهم ، ومما سخره لهم من مخلوقات السماوات الشمس والقمر والنجوم النيرات والمطر والسحاب والرياح ، وجميعا حال من ما في السماوات أو تأكيد له ، وقوله { منه } متعلق بمحذوف هو صفة لجميعا أي كائنا منه ، أو متعلق بسخر ، أو حال من ما في السماوات ، أو خبر لمبتدأ محذوف والمعنى أن كل ذلك رحمة منه لعباده ، وقال ابن عباس { جميعا منه } أي منه النور والشمس والقمر كل شيء هو من الله ، وعن طاوس قال : ( جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص فسأله مم خلق الخلق ؟ قال من الماء والنور والظلمة والهواء والتراب ، قال فمن خلق هؤلاء ؟ قال لا أدري ، ثم أتى الرجل عبد الله بن الزبير فسأله فقال : مثل قول عبد الله بن عمرو فأتى ابن عباس فسأله مم خلق الخلق ؟ فقال من الماء والنور والظلمة والريح والتراب ، قال فمم خلق هؤلاء ؟ فقرأ ابن عباس وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ، فقال الرجل ما كان ليأتي بهذا إلا رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ) .
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } المذكور من التسخير { لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } خص المتفكرين ؛لأنه لا ينتفع بها إلا من تفكر فيها ، فإنه ينتقل من التفكير إلى الاستدلال بها على التوحيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.