الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

أخرج ابن المنذر من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لم يكن يفسر أربع آيات قوله { وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه } والرقيم والغسلين .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : لم يفسر ابن عباس رضي الله عنهما هذه الآية إلا لندبة القارئ { وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه } .

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه } نور الشمس والقمر .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه } قال : كل شيء هو من الله .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن طاوس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فسأله : مم خلق الخلق ؟ قال : من الماء والنور والظلمة والريح والتراب . قال : فمم خلق هؤلاء ؟ قال : لا أدري . ثم أتى الرجل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فسأله فقال له مثل قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، فأتى ابن عباس رضي الله عنهما فسأله : مم خلق الخلق ؟ قال : من الماء والنور والظلمة والريح والتراب . قال : فمم خلق هؤلاء ؟ فقرأ ابن عباس رضي الله عنهما { وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه } فقال الرجل : ما كان يأتي بهذا إلا رجلٌ من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .