التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

{ اللهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 12 ) وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( 13 ) } [ 12 – 13 ] .

في الآيتين عود على بدء في صدد التذكير ببعض نواميس الكون وفوائدها للناس :

1- فالله سبحانه هو الذي سخر لهم البحر ويسر لهم سير الفلك فيه لابتغاء فضل الله والحصول على أسباب الرزق مما يوجب عليهم شكره .

2- وهو الذي سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض من نواميس وقوى لينتفعوا بها ويبتغوا بها من فضله كذلك ، وفي هذا من آيات رحمة الله وبره ما فيه لمن يتفكر ويتدبر .

والآيات متصلة بما سبقها واستمرار لها كما هو واضح ، وهي في صدد المعنى الذي نبهنا عليه في سورة لقمان لتسخير الله تعالى السماوات والأرض لبني الإنسان بأسلوب أقوى وأوضح . وتتضمن في الوقت نفسه دعوة للناس إلى إدامة التفكير في النواميس والقوى الكونية والانتفاع بما أودعه الله فيهم من قوى للاستفادة منها في مختلف المجالات والصور .