صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

{ أنزل السكينة . . . } أوجد الطمأنينة والثبات في قلوبهم بهذا الصلح الذي ترتب عليه الأمن بعد الخوف ؛ " ليزدادوا يقينا على يقينهم . { ولله جنود السموات والأرض } يدبر أمرها كما يشاء ؛ فيسلط بعضها على بعض تارة ، ويوقع بينها السلم والصلح أخرى ؛ حسبما تقتضيه مشيئته . ومن ذلك هذا الصلح العظيم

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

السَّكينة : الطمأنينة والثبات .

إن الله هو الذي أنزل الطمأنينة في قلوب المؤمنين في المواقف الحرجة ووسْط المخاوفِ والشدائد ليزدادوا بها يقيناً ، ولله جنودُ السموات والأرض يدبّر أمرها كما يشاء ، ويسلّطها على من يشاء لتأديبه ، وكان علم الله محيطاً بكل شيء .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

قوله تعالى : " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين " " السكينة " : السكون والطمأنينة . قال ابن عباس : كل سكينة في القرآن هي الطمأنينة إلا التي في " البقرة " {[13984]} . وتقدّم معنى زيادة الإيمان في " آل عمران " {[13985]} . " ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " قال ابن عباس : بعث النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله ، فلما صدقوه فيها زادهم الصلاة ، فلما صدقوه زادهم الزكاة ، فلما صدقوه زادهم الصيام ، فلما صدقوه زادهم الحج ، ثم أكمل لهم دينهم ، فذلك قوله : " ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " أي تصديقا بشرائع الإيمان مع تصديقهم بالإيمان . وقال الربيع بن أنس : خشية مع خشيتهم . وقال الضحاك : يقينا مع يقينهم . " ولله جنود السماوات والأرض " قال ابن عباس : يريد الملائكة والجن والشياطين والإنس " وكان الله عليما " بأحوال خلقه " حكيما " فيما يريده .


[13984]:راجع ج 3 ص 248.
[13985]:راجع ج 4 ص 280.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

قوله تعالى : { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما 4 ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما 5 ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانّين بالله ظن السّوء عليهم دائرة السّوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا 6 ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما } .

أنزل الله سكينته على رسوله والمؤمنين يوم الحديبية إذ صدهم المشركون عن بلوغ البيت الحرام فأصابهم من الحزن والكآبة والارتباك ما أصابهم . وراودت بعض نفوس المسلمين الشكوك ، ورأى المنافقون في ذلك منفذا للطعن وإشاعة الظنون والأراجيف والفوضى . لكن الله بفضله ورحمته قد سلّم ، إذ أفاض على المؤمنين بشؤبوب رخيّ مستعذب من الأمن والطمأنين والراحة . وهو قوله : { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين } أنزل الله على المؤمنين السكينة وهي الطمأنينة والرحمة تمس قلوبهم فتسكن وترتاح ويتبدد منها الإحساس بالضيق والكرب والحزن والعنت .

قوله : { ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } لقد أمرهم الله بتكاليف ، واحدا بعد آخر ، فآمنوا بكل واحد منها . فقد أمروا بالتوحيد فآمنوا واستقاموا ، ثم أمروا بالصلاة والصيام والزكاة والحج والقتال فاستجابوا وأطاعوا ، وبذلك ازدادوا بما جدد لهم من الفرائض إيمانا مع إيمانهم . وقيل : ازدادوا إيمانا بالاستدلال والبرهان والنظر مع إيمانهم الفطري الذي جبلوا عليه .

قوله : { ولله جنود السماوات والأرض } وذلك تهديد من الله يخوف به المشركين ويحذرهم شديد بأسه وعظيم انتقامه ، فهو سبحانه بيده القوة والسلطان والجبروت . وعنده جنود السماوات والأرض من الملائكة العظام . لو أراد الله أن يهلك المشركين لأرسل إليهم واحدا من ملائكته فأهلكهم وقطع دابرهم .

قوله : { وكان الله عليما حكيما } الله عليم بحال عباده ويعلم ما يصلح عليه حالهم . وهو سبحانه حكيم في شرعه وتدبيره وتقديره . فلم يشأ الله أن ينتقم من المشركين بتسخيره الملائكة ليفنوهم ويستأصلوهم استئصالا ، ولكن شرع الجهاد ليتميز الصالحون من الخائرين ، وليكتب الله الخير وحسن الجزاء للطائعين الصابرين المخلصين ، ويبوء الظالمون والمنافقون والعصاة بالخسران المبين وهو

قوله : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } .