صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَمۡ أَبۡرَمُوٓاْ أَمۡرٗا فَإِنَّا مُبۡرِمُونَ} (79)

{ أم أبرموا أمرا } كلام مستأنف ناع على المشركين ما دبروا من الكيد للرسول صلى الله عليه وسلم . أي بل أأحكموا أمرا من كيدهم في دار الندوة ؛ إذ تآمروا على قتله صلى الله عليه وسلم . و " بل " للانتقال من توبيخ أهل النار إلى حكاية جناية هؤلاء المشركين . وهمزة الاستفهام لإنكار ما وقع واستقباحه . والإبرام : الإتقان والإحكام ، وأصله : الفتل المحكم . يقال : أبرم الحبل ، إذا أتقن قتله . { فإنا مبرمون } محكمون كيدنا بهم باستئصال صناديدهم يوم بدر .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ أَبۡرَمُوٓاْ أَمۡرٗا فَإِنَّا مُبۡرِمُونَ} (79)

{ 79-80 } { أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }

يقول تعالى : أم أبرم المكذبون بالحق المعاندون له { أَمْرًا } أي : كادوا كيدا ، ومكروا للحق ولمن جاء بالحق ، ليدحضوه ، بما موهوا من الباطل المزخرف المزوق ، { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي : محكمون أمرا ، ومدبرون تدبيرا يعلو تدبيرهم ، وينقضه ويبطله ، وهو ما قيضه اللّه من الأسباب والأدلة لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، كما قال تعالى : { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ }

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَمۡ أَبۡرَمُوٓاْ أَمۡرٗا فَإِنَّا مُبۡرِمُونَ} (79)

قوله : { أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون } { أم } المنقطعة التي بمعنى بل والهمزة ، أي بل أبرموا أمرا . و { أبرموا } ، من الإبرام وهو الإحكام . أبرمت الشيء ، أي دبرته وأحكمته{[4156]} والمعنى : أم أبرم المشركون أمرا من كيدهم ومكرهم برسول الله فإنا مبرمون كيدنا كما أبرموا كيدهم . أو : أم أحكموا كيدا فإنا محكمون لهم كيدا .

وقيل : نزلت في تدبيرهم المكر بالنبي صلى الله عليه وسلم في دار الندوة ، حين استقر أمرهم على ما أشار به أبو جهل عليهم أن يبرز من كل قبيلة رجل ليشتركوا في قتله فتضعف المطالبة بدمه فنزلت هذه الآية ، وقتل الله جميعهم ببدر .


[4156]:المصباح المنير جـ 1 ص 52.