الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمۡ أَبۡرَمُوٓاْ أَمۡرٗا فَإِنَّا مُبۡرِمُونَ} (79)

ثم قال : { أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون }( أي : أم أبرم ){[61867]} هؤلاء المشركون من قريش أمرا{[61868]} يكبدون به{[61869]} الحق فإنا مبرمون{[61870]} . أي : نخزيهم{[61871]} ونذلهم{[61872]} ونظفرك يا محمد بهم .

قال مجاهد : معناه إن كادوا بشرٍّ كدناهم مثله{[61873]} .

وقال قتادة : معناه : ( أم أجمعوا ){[61874]} أمرا فإنا مجمعون ){[61875]} .

وقال ابن زيد معناه : ( أم أحكموا ){[61876]} أمرهم فإنا محكمون لأمرنا{[61877]} .

وقال الفراء معناه : أم أحكموا أمرا ينجيهم من عذابنا على قولهم فإنا نعذبهم{[61878]} .

يقال : أبرم الأمر إذا بالغ في إحكامه . وأبرم الفاتل إذا أدغم ، وهو القتل الثاني والأول يقال له سحيل{[61879]} كما قال زهير{[61880]} .

. . . *** . . . . من سحيل ومبرم{[61881]}


[61867]:(ح): (أبرموا).
[61868]:ساقط من (ت).
[61869]:في طرة (ت).
[61870]:(ح): (مبرمون أمرا).
[61871]:(ح): (تخزيهم).
[61872]:(ت): (وتدليهم).
[61873]:انظر تفسير مجاهد 2/584.
[61874]:في طرة (ت).
[61875]:انظر جامع البيان 25/59.
[61876]:في طرة (ت).
[61877]:انظر جامع البيان 25/60، وجامع القرطبي 16/118.
[61878]:(ح) (تعذب بهم). وانظر معاني الفراء 3/38.
[61879]:(ح): سخيل.
[61880]:هو زهير بن أبي سلمى ربيع بن رياح المُزني المُضَري. أحد فحول الشعراء الجاهليين بل إنه أحد الثلاثة المتقدمين على غيرهم: أمرؤ القيس والنابغة الذبياني. ويفضله كثير من الرواة على صاحبيه لأنه أحكمهم شعرا، وأبعدهم عن سخف القول، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من المنطق. توفي قبل البعثة بسنة. انظر جمهرة أشعار العرب 47، وأشعار الشعراء الستة الجاهليين 1/269،/ ومعاقات العرب 134 والخزانة 2/332.
[61881]:والبيت بتمامه: يمينا لنعم السيدان وجدتما *** على كل حال من سجيل ومبرم. وهو من البحر الطويل. انظر الخزانة 3/16، وشرح شعر زهير البيت 683.