ولما ذكر الله تعالى كيفيةَ عذابهم في الآخرة ، ذكر بعده كيفية مكرهم ، وفساد باطنهم في الدنيا فقال : { أَمْ أبرموا أَمْراً } أي أحكموا{[50095]} أمراً في المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مشركي مكة «فإنَّا مُبْرِمُونَ » محكمون أمراً في مجازاتهم أي مبرمون كيدنا كما أبرموا كيدهم كقوله تعالى : { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فالذين كَفَرُواْ هُمُ المكيدون } [ الطور : 42 ] . قال مقاتل : نزلت في تدبيرهم في المكر في دار الندوة وقد تقدم في قوله : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الذين كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ . . . } [ الأنفال : 30 ] الآية{[50096]} . قوله : «أمْ أَبْرَمُوا » أم منقطعة . والإبرام الإتقان وأصله في الفتل يقال : أَبْرَمَ الحَيْلَ ، أي أتْقَنَ فَتْلَهُ وهو الفَتْلُ الثاني ، والأول يقال له : سَجِيلٌ{[50097]} قال زهير :
4419 لَعَمْرِي لَنِعْمَ السَّيِّدَانِ وُجِدتُّمَا *** عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيلٍ ومُبْرَمِ{[50098]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.