صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

{ وما هو على الغيب بضنين } وما رسول الله صلى الله عليه وسلم ببخيل بالوحي ، مقصر في تبليغه لكم ، وتعليمكم إياه ؛ من الضن – بالكسر والفتح – بمعنى البخل ، و " على " بمعنى الباء . وقرئ " بظنين " أي بمتهم على الغيب ، بل هو صادق في كل ما أخبره به عن الله تعالى ؛ من الظنة بمعنى التهمة . و " على " بمعنى في .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

{ وما هو } يعني محمدا ص { على الغيب } أي على الوحي وخبر السماء { بضنين } بمتهم أي هو الثقة بما يؤديه عن الله تعالى

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

" وما هو على الغيب بظنين " : بالظاء ، قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ، أي بمتهم ، والظنة التهمة . قال الشاعر :

أما وكتابُ الله لا عَنْ شَنَاءَةٍ *** هُجِرْتُ ولكن الظنينَ ظنينُ

واختاره أبو عبيد ؛ لأنهم لم يبخلوه ولكن كذبوه ؛ ولأن الأكثر من كلام العرب : ما هو بكذا ، ولا يقولون : ما هو على كذا ، إنما يقولون : ما أنت على هذا بمتهم . وقرأ الباقون " بضنين " بالضاد : أي ببخيل من ضننت بالشيء أضن ضنا [ فهو ] ضنين . فروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : لا يضن عليكم بما يعلم ، بل يعلم الخلق كلام الله وأحكامه . وقال الشاعر :

أجود بمكنُونِ الحديثِ وإنني *** بسرِّكِ عمن سالنِي لضَنِينُ

والغيب : القرآن وخبر السماء . ثم هذا صفة محمد عليه السلام . وقيل : صفة جبريل عليه السلام . وقيل : بظنين : بضعيف . حكاه الفراء والمبرد . يقال : رجل ظنين : أي ضعيف . وبئر ظنون : إذا كانت قليلة الماء . قال الأعشى :

ما جُعِلَ الجُدُّ{[15834]} الظَّنونُ الذي *** جُنِّبَ صَوْبَ اللجِبِ الماطِرِ

مثلَ الفُراتيِّ إذا ما طَمَا *** يقذِفُ بالبُوصِيِّ والمَاهِرِ

والظنون : الدين الذي لا يدري أيقضيه آخذه أم لا ؟ ومنه حديث علي عليه السلام في الرجل يكون له الدين الظنون ، قال : يزكيه لما مضى إذا قبضه إن كان صادقا . والظنون : الرجل السيء الخلق ، فهو لفظ مشترك .


[15834]:الجد: البئر تكون في موضع كثير الكلأ. الفراتي: المنسوب إلى الفرات. والبوصى: ضرب من سفن البحر، والملاح أيضا. والماهر: السابح.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

ولما انتفى ما يظن من لبس السمع وزيغ البصر ، لم يبق إلا ما يتعلق بالتأدية فنفى ما يتوهم من ذلك بقوله-{[71966]} : { وما } أي{[71967]} سمعه ورآه والحال أنه ما { هو على الغيب } أي الأمر الغائب عنكم في النقل عنه ولا في غيره من باب الأولى { بضنين * } أي بمتهم ، من الظنة وهي التهمة ، كما يتهم الكاهن لأنه يخطىء في بعض ما يقول ، فهو حقيق بأن يوثق بكل شيء يقوله في كل أحواله ، هذا في قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ورويس عن يعقوب بالظاء ، والمعنى في قراءة الباقين بالضاد-{[71968]} : ببخيل كما يبخل الكاهن رغبة في الحلوان ، بل هو حريص على أن يكون كل من أمته عالماً بكل ما أمره الله تعالى{[71969]} بتبليغه .


[71966]:زيد من ظ و م.
[71967]:زيد في الأصل و ظ: وما، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[71968]:زيد من ظ و م.
[71969]:زيد في الأصل و ظ: به من و، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.