صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ} (65)

{ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ } تجاوزوا الحد بصيد الحيتان فيه وقد نهوا عنه ، وأمروا بتعظيم السبت والتجرد للعبادة فيه ، قال تعالى : { واسألهُم عن القَريَة التِي كَانت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدُونَ فِي السَّبت إِذ تَأتِيهِم حِيتَانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرّعاً وَيَومَ لاَ يَسبِتُونَ لا تَأتِيهِم كّذلكَ نبلُوهُم يِمَا كَانُوا يَفسُقُونَ }{[34]} والاعتداء : مجاوزة الحد ، يقال : اعتدى وتعدى إذا ظلم . والظالم : مجاوز للحد وللحق .

{ خَاسِئِينَ } مبعدين عن رحمة الله ، مطرودين كما يخسأ الكلب . و الخسوء : الطرد والإبعاد . يقال خسأت الكلب خسأ وخسوءا –من باب منع- طردته و زجرته ، وذلك إذا قلت له اخسأ . وخسأ الكلب –كخضع- بعد والجمهور على انهم مسخوا حقيقة . وعن مجاهد : لم تمسخ صورهم ، ولكن مسخت قوبهم ، فلم تقبل وعظا ولم تع زجرا . فمثلوا هنا بالقردة ، كما مثلوا بالحمار في قوله تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التورَاةَ ثُمّ لَم َيحمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحمِلُ أَسفَاراً }{[35]} والقردة من أخس الحيوان وأدنئه .


[34]:ية 163 الأعراف
[35]:اية 5 الجمعة