الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ} (65)

أخرج ابن جرير عن ابن عباس { ولقد علمتم } قال : عرفتم ، وهذا تحذير لهم من المعصية يقول : احذورا أن يصيبكم ما أصاب أصحاب السبت إذ عصوني اعتدوا يقول : اجترؤوا في السبت بصيد السمك فقلنا لهم { كونوا قردة خاسئين } فمسخهم الله قردة بمعصيتهم ، ولم يعش مسخ فوق ثلاثة أيام ، ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إنما كان الذين اعتدوا في السبت فجعلوا قردة فواقا ، ثم هلكوا ما كان للمسخ نسل .

وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن ابن عباس قال : القردة والخنازير من نسل الذين مسخوا .

وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال : انقطع ذلك النسل .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله { فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين } قال : مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة ، وإنما هو مثل ضربه الله لهم مثل الحمار يحمل أسفارا .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال : أحلت لهم الحيتان وحرمت عليهم يوم السبت ليعلم من يطيعه ممن يعصيه ، فكان القوم فيهم ثلاثة أصناف ، وأما صنف فأمسك ونهى عن المعصية ، وأما صنف فأمسك عن حرمة الله ، وأما صنف فانتهك المعصية ومرن على المعصية ، فلما أبوا إلا عتوا عما نهاهم الله عنه { قلنا لهم كونوا قردة خاسئين } وصار القوم قرودا تعاوى لها الذئاب بعد ما كانوا رجالا ونساء .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { خاسئين } قال : ذليلين .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله { خاسئين } قال : صاغرين .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد . مثله .