الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ} (7)

ثم قال تعالى : { إن الذين لا يرجون لقاءنا } أي : لا يخافون الحساب والبعث . تقول العرب : " فلان لا يرجو فلانا " أي " لا يخافه ، ومنه قوله : { مالكم لا ترجون لله وقارا }{[30510]} : أي : تخافون .

وقال بعض العلماء : لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد{[30511]} .

وقال غيره : بل يقع بمعنى الخوف في كل موضع دل عليه المعنى{[30512]} .

قوله{[30513]} : { ورضوا بالحياة الدنيا }[ 7 ] أي : جعلوها عوضا من الآخرة { واطمأنوا بها }[ 7 ] أي : سكنوا{[30514]} إليها{[30515]} .

{ والذين هم عن آياتنا غافلون }[ 7 ] أي : عن أدلتنا وحجتنا معرضون ، لاهون{[30516]} .


[30510]:نوح: 13. وانظر هذا القول في: غريب القرآن 194، وجامع البيان 15/26، والجامع 8/199، ونسبه في التفسير الكبير 11/41 إلى ابن عباس، ومقاتل، والكلبي.
[30511]:ط: الجحود. وانظر هذا القول في: الجامع 8/199.
[30512]:انظر هذا القول في: أحكام الجصاص 3/112، والجامع 8/199.
[30513]:ق: وقوله.
[30514]:ق: أسكنوا. والتصويب من جامع البيان. والجامع.
[30515]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/25، والجامع 8/199.
[30516]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/25.