الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَٱخۡتَلَفُواْۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡ فِيمَا فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (19)

قوله : { وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا } إلى قوله { من المنتظرين }[ 19- 20 ] المعنى : ما كان الناس إلا أهل دين واحد ، فافترقت{[30689]} بهم السبل{[30690]} .

{ ولولا كلمة ( سبقت ){[30691]} من ربك لقضي بينهم }[ 19 ] أي لولا أنه سبق في علمه ألا يهلك قوما إلا بعد أن يملي لهم ، فتنقضي آجالهم ( { لقضي بينهم } : بأن يهلك أهل الباطل منهم ، ونجي أهل الحق ){[30692]} .

قال مجاهد : كان الناس وقت آدم على دين واحد ، ثم اختلفوا إذ{[30693]} قتل أحد ابْنَيْ آدم أخاه{[30694]} .

وقيل{[30695]} : يراد بالناس هنا : العرب{[30696]} .

وقيل المعنى{[30697]} : إن كل مولود يولد على الفطرة ، ثم يختلفون{[30698]} بعد ذلك{[30699]} .

والأمة : على خمسة أوجه{[30700]} :

- الأمة : العصبة ، والجماعة نحو { أمة مقتصدة }{[30701]}

ونحو : { ومن قوم موسى أمة }{[30702]} .

- والثاني{[30703]} : أن تكون بمعنى ( الملة ) ، نحو : { وما كان الناس إلا أمة واحدة }[ 19 ] . ومثله الحرف الذي في هذه السورة{[30704]} .

{ وما كان الناس إلا أمة واحدة }[ 19 ] : أي : على ملة الإسلام ، ومنه :

{ و{[30705]} أن هذه أمتكم أمة }{[30706]} ، ومنه { ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة }[ 6 ]{[30707]} : أي : أهل ملة .

- والثالث : أن تكون بمعنى ( السنين والحين ) نحو : { و{[30708]} لئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة }{[30709]} ونحوه { وادكر بعد أمة }{[30710]} .

- والرابع : أن تكون الأمة بمعنى ( قوم ) نحو قوله { أن تكون أمة هي أربى من أمة }{[30711]} أي : قوم أكرم من قوم . ومنه { ولكل أمة جعلنا منسكا }{[30712]} أي قوم .

- والخامس : أن تكون الأمة بمعنى ( الأمام ) نحو قوله{[30713]} :

{ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله{[30714]} }{[30715]} أي : إماما ، يقتدى{[30716]} به في الخير{[30717]} .


[30689]:ط: مطموس.
[30690]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/47.
[30691]:ساقطة من ط.
[30692]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/47.
[30693]:ق: إذ. وهو خطأ.
[30694]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 380 وجامع البيان 15/48.
[30695]:ط: فقيل.
[30696]:وهو قول الزجاج في معانيه 3/12.
[30697]:ق: معنى. ط: مطموس.
[30698]:ق: يختلفوا.
[30699]:انظر هذا المعنى في: معاني الزجاج 3/12.
[30700]:ط: مطموس.
[30701]:المائدة: 68.
[30702]:الأعراف: 159، وانظر هذا التوجيه في: جامع البيان 3/74 وانظر اللسان (أمم).
[30703]:ط: مطموس.
[30704]:وهو نفس المعنى الوارد في الآية السابقة، إذ ليس في القرآن الكريم سواها بهذا المعنى.
[30705]:ساقطة من ق.
[30706]:سورة المؤمنون: 53.
[30707]:سورة الشورى: 6.
[30708]:ساقط من ط.
[30709]:سورة هود: 8.
[30710]:سورة يوسف: 45.
[30711]:سورة النحل: 92.
[30712]:سورة الحج: 32.
[30713]:ساقط من ق.
[30714]:ساقط من ط.
[30715]:سورة النحل: 120.
[30716]:ق: يقعدى.
[30717]:انظر الأوجه الخمسة للأمة في: اللسان "امم".