ثم قال الله ( تعالى ذكره ){[30653]} : قل يا محمد لهم { لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به }[ 16 ] : أي : لو شاء الله ما أنزله علي ، فيأمرني بتلاوته عليكم ، ولو شاء لم يعلمكم به{[30654]} .
{ فقد لبثت فيكم عمرا من قبله }[ 16 ] أي : قد كنت فيكم أربعين سنة قبل أن ينزل علي{[30655]} القرآن فلم نتل عليكم شيئا ولو{[30656]} كنت منتحلا ما ليس لي بحق من القول كنت قد انتحلته أيام{[30657]} شبابي وحداثتي قبل الوقت الذي تلوت فيه عليكم هذا القرآن{[30658]} .
قال ابن عباس : { ولا أدراكم به }[ 16 ] : أي : ولا أعلمكم به{[30659]} .
وقال ابن جريج : ولا حذرتكم{[30660]} به{[30661]} .
وقال الضحاك : ولا أشعركم به{[30662]} .
وقرأ الحسن : ( ولا أدرأتكم به ){[30663]} به بالألف والتاء{[30664]} : وهي غلط عند النحويين{[30665]} ، غير أن أبا حاتم ، قال : يريد الحسن : ولا أدريتكم{[30666]} به{[30667]} ، ثم أبدل من الياء ألفا على لغة بني الحارث{[30668]} بن كعب الذين يبدلون من الياء{[30669]} الساكنة إذا انفتح{[30670]} ما قبلها ألفا . وعلى ذلك تأول قوم قراءة من قرأ { إن هذان }{[30671]} . وهذا القول من أبي حاتم يدل على أن الحسن لم يهمز ( والرواية عن الحسن بالهمز ) والتاء{[30672]} . ولو كانت بألف{[30673]} بعد الراء من غير همز ، لكان لها وجه آخر وهو أن يكون من درأت{[30674]} : أي دفعت . فيكون المعنى : ولا أمرتكم أن تدفعوه{[30675]} . فأما الهمزة فبعيد .
وقد حمي أن بعض العرب يهمز الحرف إذا ضارع المهموز ، فيهمزون غير المهموز . حكى الفراء عن امرأة قالت : رثأت زوجي{[30676]} بأبيات . ويقولون : لبأت بالحج ، وحلأت السويق ، فيهمزون ، لأن حلأت يقع في دفع العطاش من الإبل فيهمز . ولبأت{[30677]} يذهب/ به إلى اللبأ{[30678]} . ورثأت يذهب إلى الرثيئة : وهو أن يحلت على الرايب . يقال : أرثأت{[30679]} اللبن بالهمز{[30680]} .
{ فقد لبثت فيكم عمرا من قبله }[ 16 ] : أي : أربعين سنة ، ( تعرفونني{[30681]} بالصدق والأمانة ، لا{[30682]} أقرأ ، ولا أكتب ، ثم جئتكم بالمعجزات{[30683]} . { أفلا تعقلون }[ 16 ] إن هذا لا يكون إلا من عند الله ){[30684]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.