الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ} (82)

فلما كانت الساعة التي أهلكوا بها ، أدخل جبريل عليه السلام ، جناحه ، فرفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ، ونباح {[32975]} الكلاب ، فجعل عاليها سافلها ، وأرسل {[32976]} عليهم حجارة من سجيل . وسمعت امرأة لوط الهدة ، فقالت : واقوماه ! والتفت ، فأدركتها {[32977]} أحجار ، فقتلتها {[32978]} . وكانت مدائنهم {[32979]} خمسا {[32980]} ، فدمرت إلا زعن {[32981]} وحدها تركها الله عز وجل ، لآل لوط ، وهي {[32982]} بالشام .

وقال السدي {[32983]} : لما قال لوط : ( لو أن لي بكم قوة ، أو آوي إلى ركن شديد ) بسط جبريل حينئذ جناحه ، ففقأ أعينهم ، وخرجوا {[32984]} يدوس بعضهم بعضا عميانا ، يقولون : النجاء ! النجاء ! فإن في بيت لوط أسحر {[32985]} قوم ، فذلك قوله .

{ ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم } {[32986]} فأخرج الله عز وجل ، لوطا {[32987]} ، وأهله إلى الشام {[32988]} .

قال مجاهد : ( سجيل ) بالفارسية أولها حجر ، وآخرها طين {[32989]} .

وقال قتادة : ( سجيل ) {[32990]} : طين {[32991]} . وقال ابن عباس : ( سجيل ) {[32992]} : سنك وجل {[32993]} . فالسنك : الحجر ، والجل {[32994]} : الطين ، وهو فارسي {[32995]} أعرب . وقيل : سجيل ، من {[32996]} أسجلته ، أي : أرسلته {[32997]} ، فكأنها مرسلة {[32998]} . وقيل : هي من أسجلت : إذا أعطيت {[32999]} ، فهي من السجل ، وهو الدلو {[33000]} . وقيل : ( سجيل ) من ( سجَّل ) : إذا كتب ، أي : مما كتب لهم ، وهو اختيار الزجاج {[33001]} .

وقيل : ( سجيل ) اسم للسماء الدنيا {[33002]} ، أي : أرسل عليهم حجارة من سماء الدنيا . والمعنى : أنها حجارة من كتب الله عز وجل ، لهم {[33003]} أن يعذبهم بها ، ويدل عليه قوله : { وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم } {[33004]} ، والنون بدل من اللام .

قال عكرمة : ( منضود ) مصفوفة {[33005]} {[33006]} ، وقيل : ( منضود ) : متراكب بعضها على بعض {[33007]} . وقيل المعنى نضد بعضها على بعض {[33008]} .

وقيل : المعنى : إنها في السماء منضودة ، أي {[33009]} : معدة لهم ، يعلق {[33010]} بعضها على بعض {[33011]} .


[32975]:ق: وأنباح.
[32976]:ق: وأرسلنا.
[32977]:ط: فأدركها حجر فقتلها.
[32978]:وهو قول سعيد في: جامع البيان 15/424-425.
[32979]:ق: وكان مدينهم.
[32980]:ذكر الطبري أسماء هاته لمدن في خبر رواه عن محمد بن كعب، وهي: صنعة – وصعوة – وعثرة ودوما، وسدوم، وهي القرية العظمى، ونقل ابن عطية في المحرر 9/205، أن أسماءها: صبعة، وصعدة، وعمزة، ودوما، وسدوم. وفي الجامع 9/55 هي: سدوم – وعامورا، ودادوها وضعوه، وقتم.
[32981]:ق: زغر، ق: الأزعن.
[32982]:ق: وهو.
[32983]:ساقط من ط.
[32984]:ق: وخرج.
[32985]:ق: أسر. ط: سحر، والتصويب من الطبري.
[32986]:القمر: 37.
[32987]:ق: لوط. ط: صم.
[32988]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/427-428.
[32989]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 390. وجامع البيان 15/433.
[32990]:ط: سجيل: وهو فارسي أعرب.
[32991]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/433.
[32992]:ق: سجين.
[32993]:ق: وجبل. وانظر هذا القول في: جامع البيان 15/434.
[32994]:ق: وجل.
[32995]:انظر: غريب القرآن 207، ومعاني الزجاج 3/70، وهذا القول عزاه في اللسان: (جلل) إلى أبي حنيفة.
[32996]:ط: فان.
[32997]:ق: أرسلتها.
[32998]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/435 ومعاني الزجاج 3/71، والجامع 9/55.
[32999]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/435 ومعاني الزجاج 3/71.
[33000]:السجل: الدلو العظيمة، إذا كان فيها ماء، قل أو كثر، ولا يقال لها سجل إذا كانت فارغة. انظر: اللسان: سجل.
[33001]:انظر هذا الاختيار في: معاني الزجاج 3/31، وانظر: جامع البيان 15/435.
[33002]:وهو قول ابن زيد في: المحرر 9/203، وعزاه أيضا في: الجامع 9/55 إلى أبي العالية.
[33003]:ساقطة من ق.
[33004]:المطففين: 8-9. وانظر هذا التوجيه في: معاني الزجاج 3/71-72.
[33005]:ساقطة من ط.
[33006]:وهو أيضا قول قتادة في: جامع البيان 15/437.
[33007]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/24، وغريب القرآن: 208.
[33008]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان: 15/437.
[33009]:ساقط من ق.
[33010]:ق: تعلق. ط: يغلق.
[33011]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/437.