فلما كانت الساعة التي أهلكوا بها ، أدخل جبريل عليه السلام ، جناحه ، فرفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ، ونباح {[32975]} الكلاب ، فجعل عاليها سافلها ، وأرسل {[32976]} عليهم حجارة من سجيل . وسمعت امرأة لوط الهدة ، فقالت : واقوماه ! والتفت ، فأدركتها {[32977]} أحجار ، فقتلتها {[32978]} . وكانت مدائنهم {[32979]} خمسا {[32980]} ، فدمرت إلا زعن {[32981]} وحدها تركها الله عز وجل ، لآل لوط ، وهي {[32982]} بالشام .
وقال السدي {[32983]} : لما قال لوط : ( لو أن لي بكم قوة ، أو آوي إلى ركن شديد ) بسط جبريل حينئذ جناحه ، ففقأ أعينهم ، وخرجوا {[32984]} يدوس بعضهم بعضا عميانا ، يقولون : النجاء ! النجاء ! فإن في بيت لوط أسحر {[32985]} قوم ، فذلك قوله .
{ ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم } {[32986]} فأخرج الله عز وجل ، لوطا {[32987]} ، وأهله إلى الشام {[32988]} .
قال مجاهد : ( سجيل ) بالفارسية أولها حجر ، وآخرها طين {[32989]} .
وقال قتادة : ( سجيل ) {[32990]} : طين {[32991]} . وقال ابن عباس : ( سجيل ) {[32992]} : سنك وجل {[32993]} . فالسنك : الحجر ، والجل {[32994]} : الطين ، وهو فارسي {[32995]} أعرب . وقيل : سجيل ، من {[32996]} أسجلته ، أي : أرسلته {[32997]} ، فكأنها مرسلة {[32998]} . وقيل : هي من أسجلت : إذا أعطيت {[32999]} ، فهي من السجل ، وهو الدلو {[33000]} . وقيل : ( سجيل ) من ( سجَّل ) : إذا كتب ، أي : مما كتب لهم ، وهو اختيار الزجاج {[33001]} .
وقيل : ( سجيل ) اسم للسماء الدنيا {[33002]} ، أي : أرسل عليهم حجارة من سماء الدنيا . والمعنى : أنها حجارة من كتب الله عز وجل ، لهم {[33003]} أن يعذبهم بها ، ويدل عليه قوله : { وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم } {[33004]} ، والنون بدل من اللام .
قال عكرمة : ( منضود ) مصفوفة {[33005]} {[33006]} ، وقيل : ( منضود ) : متراكب بعضها على بعض {[33007]} . وقيل المعنى نضد بعضها على بعض {[33008]} .
وقيل : المعنى : إنها في السماء منضودة ، أي {[33009]} : معدة لهم ، يعلق {[33010]} بعضها على بعض {[33011]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.