نزلت هذه السورة في أبي لهب عم النبي ، وفي زوجته أم جميل أخت أبي سفيان وعمة معاوية ، وكان النبي قد زوج ابنته أم كلثوم من عتيبة ابن أبي لهب ، وزوج ابنته رقية من أبي عمه -أبي لهب- عتبة .
فلما نزلت { تبت يدا أبي } أمر أبو لهب وامرأته أم جميل ابنيهما عتيبة وعتبة بطلاق ابنتي رسول الله أم كلثوم ورقية فطلقاهما( {[78002]} ) وأتى عتبة إلى النبي فجفا عليه وشق قميصه ، فدعا النبي بأن يسلط الله عليه كلبه ، فمضى طلبه ، فمضى إلى الشام فقتله الأسد( {[78003]} ) فتزوج عثمان رقية وتوفيت عنده ، ثم تزوج أم كلثوم فتوفيت عنده ، ثم تزوج أم كلثوم عنده( {[78004]} ) ، وأبو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب ، وكان لعبد المطلب عشرة من البنين منهم عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو لهب وامرأته من أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم .
وقيل : عتيبة هو الذي أكله الأسد بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعتيبة أسلم وأبلى( {[78005]} ) .
وقوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب وتب } ، ( {[78006]} ) . إلى آخرها . أي : خسرت يدا أبي لهب ، وقد خسر . فالأول [ دعاء ]( {[78007]} ) . والثاني [ خبر ]( {[78008]} ) ، ما يقول : [ أهلكه ]( {[78009]} ) الله وقد هلك( {[78010]} ) وفي قراءة عبد الله : " وقد تب " ( {[78011]} ) ووقع الإخبار والدعاء عن( {[78012]} ) اليدين على طريف المجاز ، والمراد صاحبهما ، يدل على ذلك وقوله { وتب } ولم يقل : وتبتا( {[78013]} ) .
وقيل : هو حقيقة ، وذلك أن أبا لهب أراد أن [ يرمي ] ( {[78014]} ) رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله من ذلك ، ونزلت : { تبت يدا أبي لهب وتب } ، فالأولى( {[78015]} ) على الحقيقة لليدين( {[78016]} ) ، والثانية( {[78017]} ) لأبي لهب ، لأنه إذا خسرت يداه فقد خسر هو .
( قال ابن زيد( {[78018]} ) : التب : الخسران( {[78019]} ) ) قال ابن زيد : قال أبو لهب للنبي صلى الله عليه وسلم : وماذا أعطى –يا محمد- إن آمنت بربك ؟ قال : كما يعطى المسلمون . قال [ فمالي ] ( {[78020]} ) عليكم( {[78021]} ) فضل ! قال : تبا وأي شيء [ تبتغي ] ( {[78022]} ) ؟ قال : تبا لهذا من دين ، ( تبا ) ( {[78023]} ) أن أكون أنا وهؤلاء سواءً ، فأنزل الله { تبت يدا أبي لهب وتب }( {[78024]} ) ، فعلى هذا يكون مجازا ، والمراد به عين أبي لهب لا يداه .
وروي أن النبي خص( {[78025]} ) . عشيرته بالدعوة إذا نزل عليه : { وأنذر عشيرتك الأقربين }( {[78026]} ) فجمعه ودعاهم وأنذرهم ، فقال له أبو لهب : تبا لك ساءلا اليوم ألهذا دعوتنا ، فأنزل الله { تبت يدا أبي لهب وتب }( {[78027]} ) .
قال ابن عباس : صعد النبي ذات يوم [ الصفا ] ( {[78028]} ) ، فقال : يا صباحاه( {[78029]} ) ، فاجتمعت إليه قريش فقالوا : مالك ؟ فقال : أرأيتكم إن ( أخبرتكم ) ( {[78030]} ) أن العدو [ مصبحكم ] ( {[78031]} ) ) أو ممسيكم ، أما كنتم تصدقونني ؟ قالوا : بلى . قال : نذير لكم( {[78032]} ) . بين يدي عذاب شديد . قال( {[78033]} ) [ أبو ] ( {[78034]} ) لهب : تبا لك : ألهذا دعوتنا ؟ فأنزل الله : { تبت يدا أبي لهب وتب } إلى آخر( {[78035]} ) السورة( {[78036]} ) .
وكان اسم أبي لهب : عبد العزى ، فذلك ذكر بكنيته في القرآن( {[78037]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.