الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ} (2)

وقوله : { ما أغنى عنه ماله ، وما كسب } إن جعلت ما استفهاما كانت في موضع ( نصب )( {[78038]} ) بأغنى( {[78039]} ) ، وإن جعلتها نفيا كانت حرفا ، وقدرت مفعولا محذوفا ، أي : ما أغنى عنه ماله شيئا( {[78040]} ) .

والمعنى : ما يغني عنه ماله في الآخرة وفي الدنيا إذا جاءه الموت( {[78041]} ) .

وقوله : { ما أغنى عنه ماله ، وما كسب } ، يعني ما( {[78042]} ) اقتنى من الموال والأغراض .

وقيل : { وما كسب } عني به ولده ، أي ما أغنى عنه ماله وما ولد( {[78043]} ) . وروى أبو الطفيل( {[78044]} ) أن أولاد أبي لهب جاؤوا يختصمون في البيت ، فقام ابن عباس يحجز بينهم ( وقد كف بصره ) ( {[78045]} ) ، [ فدفعه( {[78046]} ) ] بعضهم حتى وقع على الفراش فغضب وقال : أخرجوا عني الكسب الخبيث( {[78047]} ) .

قال مجاهد : " وما كسب ولده " ( {[78048]} ) . وقيل : معناه : وما كسب( {[78049]} ) من مال وجاه( {[78050]} ) .


[78038]:ساقط من (أ) ووضع الناسخ علامة إلحاق لكن لم يكتبها في الهامش وإنما كتب: فاعل.
[78039]:ث: فأغنى.
[78040]:انظر: إعراب ابن الأنباري 2/544.
[78041]:(أ): جاء الموت.
[78042]:(أ): وما.
[78043]:(أ): ولده. هو قول الطبري في جامع البيان 30/337 وأخرجه بمعناه أيضا عن ابن عباس ومجاهد. وهو قول عائشة وابن سيرين وعطاء والحسن في تفسير ابن كثير 4/603 وانظر: الغريب لابن قتيبة: 541 وتفسير القرطبي 30/238.
[78044]:(أ): ابن الطفيل. والذي في المتن هو عامر بن وائلة الكناني القرشي، أبو الطفيل الصباحي الجليل، كان شاعر كنانة وأحد فرسانها عاش إلى أيام عمر بن عبد العزيز، انظر: طبقات ابن سعد 5/457 والإصابة 8/110.
[78045]:ساقط من ث.
[78046]:م. فرفعه.
[78047]:انظر: جامع البيان 30/337-338 وتفسير القرطبي 20/238.
[78048]:جامع البيان 30/338، وتفسير مجاهد 759.
[78049]:(ث): وما كسب.
[78050]:حكاه النحاس في إعرابه: 5/306 بنحوه.