الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا} (3)

قال ابن عباس : " بينا( {[77974]} ) رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة إذا قال : الله أكبر ، الله أكبر ، جاء نصر الله والفتح ، جاء أهل اليمن . قيل : يا رسول الله ، وما أهل اليمن ؟ قال : قوم رقيقة قلوبهم ، لينة [ طباعهم ] ( {[77975]} ) ، الإيمان يمان والحكمة( {[77976]} ) . يمانية( {[77977]} ) . [ قالت عائشة رضي الله عنها : " ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن أنزلت عليه : { إذا جاء نصر الله والفتح } إلا يقول : فيها : سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " ( {[77978]} ) .

وروي عنها أنه عليه السلام كان يقول ذلك في ركوعه وسجوده يتأول القرآن( {[77979]} ) . وسئل

عمر عن قوله { والفتح } ، فقال : فتح المدائن والحصون ، فقال لابن عباس : ما تقول ؟ قال : أجل ، هو مثل ضرب لمحمد ، نُعِيَتْ له نفسه( {[77980]} ) .

وقالت( {[77981]} ) عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله يكثر من قول سبحان الله بحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه . قالت : يا رسول الله ، أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده استغفر( {[77982]} ) الله وأتوب إليه  ! فقال : خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر( {[77983]} ) الله وأتوب إليه ، فقد رأيتها ، { إذا جاء نصر الله والفتح } ، ( فتح ) ( {[77984]} ) مكة { ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا* فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا }( {[77985]} ) .

وقال ابن عباس : سأل عمر بن الخطاب عن قوله { إذا جاء نصر الله والفتح } ، فقالوا : فتح المدائن والقصور/ قال : فأنت( {[77986]} ) يا ابن عباس( {[77987]} ) . ما تقول ؟ قال : فقلت : هو مثل ضرب لمحمد( {[77988]} نعيت له نفسه( {[77989]} ) .

وروي عنه( {[77990]} ) أنه قال : هذه السورة علم( {[77991]} ) وحد حده ( الله لنبيه ) ( {[77992]} ) ونعى له نفسه ، ( أي ) إنك لن تعيش بعد هذا إلا قليلا( {[77993]} ) .

قال قتادة : " والله ، ما عاش بعد ذلك إلا قليلا ، سنتين ، ثم توفي صلى الله عليه وسلم " ( {[77994]} ) . وهو قول ابن مسعود ومجاهد والضحاك( {[77995]} ) . ومعنى { واستغفره } : واسأله( {[77996]} ) المغفرة .

{ إنه كان توابا } .

( أي ) ( {[77997]} ) : إن الله لم يزل ذا رجوع لعبده المطيع إلى ما يحب( {[77998]} ) . وقوله : { واستغفره } وقف كاف عند أبي حاتم( {[77999]} ) .


[77974]:أ: فبينما.
[77975]:م: طاعتهم.
[77976]:ث: يمارن الحكمة.
[77977]:أخرجه الطبري في جامع البيان 30/332، ولعض معانية شاهد من حديث أبي هريرة عن النبيy: "أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية"... حديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب قدوم الأشعريين ح: 4388.
[77978]:أخرجه البخاري في كتاب التفسير، سورة ﴿إذا جاء نصر الله والفتح﴾ ح: 4967 بهذا اللفظ من عائشة. وانظر: جامع البيان 30/335.
[77979]:أخرج ذلك البخاري في نفس الكتاب والباب ح: 4968 وانظر: جامع البيان 30/334.
[77980]:ما بين معقوفتين [قالت عائشة-له نفسه] ساقط من م، ث، وحديث عمر وابن عباس أخرجه البخاري في نفس الكتاب السابق، باب قوله ﴿ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا﴾ ح: 4969 وانظر: جامع البيان 30/333.
[77981]:أ: قالت.
[77982]:ث: استغفروا.
[77983]:ث: استغفروا.
[77984]:ساقط من أ.
[77985]:الحديث أخرجه الطبري في جامع البيان 30/334.
[77986]:أ، ث: فأتت.
[77987]:أ: يا أبي عمر.
[77988]:ث: محمد.
[77989]:انظر: جامع البيان 30/333.
[77990]:أ: عن ابن عباس.
[77991]:أ: أعلم.
[77992]:ساقط من أ.
[77993]:انظر: جامع البيان 30/335.
[77994]:أ: ثم توفي رسول الله. وانظر جامع البيان 30/335.
[77995]:جامع البيان 30/335.
[77996]:ث: سله، أ: أسئله. كذا بدون واو العطف فيها معا.
[77997]:ساقط من أ.
[77998]:انظر: جامع البيان 30/335.
[77999]:انظر: القطع: 786 والكتفى: 634.