الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الإخلاص( {[1]} ) مكية( {[2]} )

قوله تعالى : { قل هو الله أحد } إلى آخرها .

والمعنى : الحديث الذي هو الحق : الله أحدن فهو رفع بالابتداء كناية عن الحديث( {[78125]} ) ، و{ الله } مبتدأ و{ أحد }( {[78126]} ) خبره ، والجملة خبر عن { هو } .

ولا يجيز الفراء أن [ يكون ] ( {[78127]} ) { هو } كناية عن الحديث إلا ( إذا ) ( {[78128]} ) تقدمه شيء( {[78129]} ) ، وهو عنده كناية عن مفرد الله خبره( {[78130]} ) ، وهو قول الأخفش .

وقال الأخفش : { أحد } بدل( {[78131]} ) . من لفظ اسم الله( {[78132]} ) . والمعنى : الله [ إله ] ( {[78133]} ) واحد( {[78134]} ) ، أي معبود واحد لا معبود غيره تجب له العبادة .

وروي أن اليهود عليهم اللعنة( {[78135]} ) سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يصف ربه عز وجل و( نسبه ) ( {[78136]} ) فأنزل الله { قل هو الله أحد } على آخرها( {[78137]} ) .

وروي عن أبي عمرو أنه قرأ بحذف التنوين( {[78138]} ) من { أحد }( {[78139]} ) ، حذفه لالتقاء الساكنين . وروي عنه أنه إنما كان( {[78140]} ) يفعل ذلك يريد السكوت( {[78141]} ) عليه فإذا وصل نون ، وحسن الوقف عليه لأنه( {[78142]} ) . رأس آية( {[78143]} ) .

و{ أحد } بمعنى واحد( {[78144]} ) .

وقيل : { أحد } هنا على بابه ، بمعنى : أول ، كما يقال : اليوم الأحد ، أي اليوم الأول ، أي : أول أي : أول الأيام ، وذلك مسموع من العرب( {[78145]} ) .

وقال بعض العلماء : في " أحد " من [ الفائدة ] ( {[78146]} ) . ما ليس في " واحد " وذلك أنك إذا قلت : فلان لا يقوم( {[78147]} ) . به واحد ، جاز أم يقوم به اثنان فأكثر( {[78148]} ) .

وإذا قلت : فلان لا يقوم به أحد ، تضمن معنى " واحد " ( فأكثر ) ( {[78149]} ) ، [ وأكثر ] ( {[78150]} ) ما يقع " أحد " إذا كان للعموم بعد النفي ، فلذلك بعد أن يكون " أحد " [ هنا ]( {[78151]} ) على بابه .

وجعله أكثرهم بمعنى " واحد " ، لأن واحدا يقع في الإيجاب ، [ تقول ] ( {[78152]} ) : مر بنا أحد ، أي واحد( {[78153]} ) .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[78125]:هو قول الكسائي وأكثر البصريين في إعراب النحاس 5/308.
[78126]:ث: واحده.
[78127]:م، ث: تكون.
[78128]:ساقط من ث.
[78129]:انظر: إعراب النحاس: 5/309 وقارن بمعاني الفراء 3/299 حيث هذا الكلام بمعناه.
[78130]:انظر: المصدرين السابقين.
[78131]:ث: بذل.
[78132]:انظر: معاني الأخفش: 2/746.
[78133]:ساقط من م، وفي أ: الله.
[78134]:الذي في معانية 2/746 أن التقدير: "هو أحد".
[78135]:ث: اللعنة.
[78136]:بياض في ث.
[78137]:انظر: الروايات في ذلك في جامع البيان 30/342-343 وأسباب النزول للواحدي 903 وما بعدها، ولباب النقول: 238 والدر 8/669.
[78138]:أ: التنوين.
[78139]:انظر: السبعة: 701.
[78140]:ث: أنها كانت.
[78141]:أ: السكة، ث: السكت.
[78142]:م: بأنه.
[78143]:انظر: السبعة: 701
[78144]:انظر: مجاز أبي عبيدة: 2/316.
[78145]:انظر: إعراب النحاس 5/310-311.
[78146]:م: العائدة.
[78147]:ث: لا يقيم.
[78148]:أ: فأكثروا.
[78149]:ساقط من أ، وفي ث: وأكثر.
[78150]:ساقط منم، وفي أ: أو أكثر.
[78151]:زيادة من أ، ث.
[78152]:م: يقول.
[78153]:انظر: إعراب النحاس 5/311.