الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (98)

قال لهم يعقوب : { سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم }[ 98 ] ، قيل : إنما أخر الاستغفار ( لهم ){[35212]} إلى السحر{[35213]} .

وقيل : أخره إلى صلاة الليل{[35214]} ، ( و ){[35215]} قيل : أخر{[35216]} ذلك إلى ليلة الجمعة .

روي ذلك عن ابن عباس ، عن النبي عليه السلام{[35217]} .

ومعنى { إنه هو الغفور الرحيم }[ 98 ] : هو الساتر ذنوب من تاب إليه ، الرحيم بهم أن يعذبهم عليها بعد توبتهم منها إليه{[35218]} .

روي{[35219]} عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أنه قال : إن الله ( عز وجل ){[35220]} لما جمع ليعقوب{[35221]} شمله ، وأقر عينه ، تذكر إخوة{[35222]} يوسف ما صنعوا بأخيهم ، وبأبيهم ( و ){[35223]} قالوا : إن كنا قد غفر{[35224]} لنا ما صنعنا ، فكيف ( لنا ) بعفو ربنا ؟ فاجتمعوا ، وأتوا الشيخ .

ويوسف{[35225]} إلى جنب أبيه ، وقالوا : يا أبانا ! أتيناك في أمر لم نأتك{[35226]} في مثله قط . فرحمهم الشيخ ، والأنبياء أرحم البرية ، فقال : ما بكم يا بني ؟ قالوا له : قد{[35227]} علمت ما كان منا{[35228]} إليك ، وإلى أخينا يوسف ، وقد غفرت مالنا ، وعفو كما لا يغني عنا شيئا إن كان الله ( عز وجل ){[35229]} لم يعف عنا . ونريد أن تدعو{[35230]} الله ( لنا ){[35231]} فإذا جاءك الوحي بأنه{[35232]} قد عفا عنا{[35233]} قرت أعيننا ، وإلا فلا قرت لنا{[35234]} عين في الدنيا . فقام الشيخ ، واستقبل{[35235]} القبلة ، وقام يوسف خلف أبيه{[35236]} ، وقاموا خلفهما أذلة خاشعين . فدعا ، وأمن يوسف ، فلم يجب فيهم إلى عشرين سنة . فلما كان رأس/ العشرين سنة نزل جبريل على يعقوب ، فقال له : إن الله عز وجل ، {[35237]} بعثني إليك ، ( أبشرك ){[35238]} بأنه قد ( أ ){[35239]}جاب دعوتك في{[35240]} ولدك ، وإنه قد عفا عما صنعوا{[35241]} .


[35212]:ط: صم.
[35213]:وهو قول ابن عباس في: معاني الفراء 2/55، وعزاه أيضا في: جامع البيان 16/261-262 إلى: عبد الله بن مسعود، وإبراهيم التيمي، ولم ينسبه الزجاج في: معانيه 3/129.
[35214]:وهو قول عمرو بن قيس في: جامع البيان 16/262.
[35215]:ساقط من ق.
[35216]:ق: أخره.
[35217]:ط: عز وجل، هذا الحديث أخرجه الترمذي، من طريق أحمد بن الحسن، في كتاب الدعوات، باب في دعاء الحفظ، وهو حديث طويل جدا، وقال: هذا حديث حسن غريب. انظر: تحفة الأحوذي 10/18 ورواه الحاكم في المستدرك 1/316، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وقال عنه الذهبي، هذا حديث منكر شاذ، وقد حيرني – والله – جودة سنده، وانظره في: معاني الفراء 2/55 موقوفا على ابن عباس.
[35218]:انظر: هذا المعنى بتمامه في جامع البيان 16/263.
[35219]:ط: وروي.
[35220]:ساقط من ق.
[35221]:ط: صم.
[35222]:ق: الخوة.
[35223]:ساقط من ق.
[35224]:ط: غفرنا.
[35225]:ط: صم.
[35226]:في النسختين معا نأتيك وهو خطأ.
[35227]:ط: لقد.
[35228]:ق: بنا.
[35229]:ساقط من ق.
[35230]:ق: تدع. ط: تدعوا.
[35231]:ساقط من ط.
[35232]:ق: أنه.
[35233]:ق: لنا.
[35234]:ط: عين لنا.
[35235]:ط: فاستقبل.
[35236]:ط: صم.
[35237]:ساقط من ق.
[35238]:ساقط من ط.
[35239]:ساقط من ق.
[35240]:ط: مطموس.
[35241]:هذا الخبر رواه الطبري في: جامع البيان 16/281، بسنده عن، صالح المري، وصالح هذا كما قال عنه الشيخ شاكر وأئمة الجرح والتعديل - : منكر الحديث، قاص متروك الحديث. انظر: هامش المصدر السابق.