الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَٰبَنِيَّ ٱذۡهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (87)

قوله : { يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه } إلى قوله : { وهو أرحم الراحمين }[ 87-92 ] ، المعنى : أن يعقوب عليه السلام ، طمع في يوسف ، فأمرهم بالرجوع إلى ( ال )موضع الذي أتوا منه يلتمسون يوسف{[35055]} ، وأخاه : يعني : بنيامين{[35056]} شقيق يوسف{[35057]} .

{ ولا تيئسوا من روح الله }[ 87 ] : أي : ( لا تقنطوا من أن يروح الله عنا ما{[35058]} نحن فيه من الحزن{[35059]} .

{ إنه لا ييأس من روح الله }[ 87 ] : أي : لا يقنط{[35060]} من فرجه ، و( لا{[35061]} ) يقطع رجاءه منه إلا الكافرون{[35062]} .

قال السدي ، وقتادة : روح الله فرج الله{[35063]} .

قيل : إنه أمرهم أن يرجعوا إلى الذي احتال{[35064]} عليهم في أخيهم ، وأخذه منهم ، فيسألوا{[35065]} عنه ، وعن مذهبه .

وروى ابن لهيعة ( يرفعه إلى ) ( عن ){[35066]} ابن عمر ، أن يعقوب كتب معهم كتابا إلى يوسف{[35067]} : بسم الله الرحمن الرحيمن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله ، إلى عزيز مصر{[35068]} ( إلى ){[35069]} فرعون : سلام عليك . فإني أحمد الله إليك ، الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فإنا أهل بيت مولع بنا أسباب{[35070]} البلاء : أما جدي إبراهيم خليل الله{[35071]} ، فألقي في النار ، فصيرها{[35072]} ( الله عليه بردا ){[35073]} ، وسلاما ، وأمر أن يذبح ابنه إسحاق أبي ، ففداه الله بما فداه به . وأما أنا{[35074]} فكان لي ابن من أحب الناس إلي ، ففقدته فأذهب حزني عليه صبري ، وحنى له ظهري . وأخوه المحبوس عندك في السرقة . وإني أخبرك : إني لم أسرق ، ولم ألد{[35075]} ، سارقا ، فاحذر دعوتي فإنها مستجابة عليك . وأعجب{[35076]} منك كيف حبست قرة عيني ، وقد علمت موقعه من قلبي ، فاردد علي ابني ، وإلا فاحذر دعوتي والسلام{[35077]} .

قال فلما قرأ يوسف عليه السلام{[35078]} كتاب أبيه يعقوب{[35079]} ، بكى بكاء شديدا ، وصاح بأعلى صوته : { اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يات بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين }[ 93 ] : فكان البشير إليهم يهوذ[ ا ]{[35080]} ابن يعقوب . وقيل : إن يوسف{[35081]} لما قرأ كتاب أبيه{[35082]} يعقوب ارتعدت فرائصه ، واقشعر جلده ، ولان قلبه ، وبكى ، ثم أعلمهم بنفسه .


[35055]:ط: صم.
[35056]:ق: بن يامين وشقيق. ط: ابن يامين.
[35057]:ق: يعقوب وانظر هذا المعنى في: جامع البيان 16/332.
[35058]:ق: مما.
[35059]:وهو قول الطبري في: جامع البيان 16/232.
[35060]:ق: يقنطوا.
[35061]:ساقط من ق.
[35062]:انظر: المصدر السابق.
[35063]:وهو قول السدي، وابن زيد، في: جامع البيان 16/233.
[35064]:ق: اختال.
[35065]:ق: فيسألون.
[35066]:في النسختين: يدفعه إلى فهو خطأ، إذا التعبير بهذا لا يكون إلا إذا أضافه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والله أعلم. (يرفعه إلى) هذا الاستدراك ليس بصحيح إذ مقصوده (يرفعه في الإسناد إلى ابن عمر وليس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقصد المؤلف استعمال مصطلح الحديث المشهور بالمرفوع أنه الحديث المسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا التعبير برفع الإسناد إلى فلان موجود وعند المحدثين.
[35067]:ط: صم.
[35068]:أل ر مصر.
[35069]:ساقط من ط.
[35070]:ق: أسبابه.
[35071]:ط: الرحمان.
[35072]:ق: فصبرها.
[35073]:ما بين القوسين في ط: مطموس.
[35074]:ق: فألد.
[35075]:ساقط من ط.
[35076]:ط: ولعجب.
[35077]:لم أجد الخبر في أغلب كتب التفسير، وهو لا محالة من الإسرائيليات الشنيعة. وابن لهيعة – راويه – ذاهب الحديث كما ذكر ابن الجوزي في الأحاديث الواهية 1/341 و2/936. وقال الحافظ في التقريب 1/417: صدوق، خلط بعد احتراق كتبه. قد يكون في الإسناد غير ابن لهيعة أيضا وإلا هو ضعيف في الحديث ولا يقبل حديثه إذا تفرد ولعل هذا مما تفرد به.
[35078]:ط: صم.
[35079]:ط: صم.
[35080]:ساقط من ق.
[35081]:ط: صم.
[35082]:ساقط من ق.