تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (98)

( قال ) يعقوب ( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) طلبوا من أبيهم الاستغفار ، فأخبر لهم[ في الأصل وم : هم ] ذلك إلى وقت[ من م ، في الأصل : الوقت ] وطلبوا من يوسف العفو فأقروا له بالخطأ والذنب ، فعفا[ من م ، في الأصل : ضعفا ] عنهم وقت سؤالهم العفو .

فمن الناس من يقول : إنما أخر يعقوب الاستغفار وعفا عنهم يوسف ، لأن قلب الشاب يكون ألين وأرق من قلب الشيخ ، لذلك كان ما كان . لكن هذا ليس بشيء ، إنما يكون هذا في عوام من الناس .

أما الأنبياء ، كلما مضى وقت فتزداد قلوبهم لينا ورقة وخشوعا .

ومنهم من يقول : إنما كان كذلك لأن وجد يعقوب كان أكثر من وجد يوسف لذلك كان أجابهم يوسف وقت سؤالهم العفو ، وأخره[ في الأصل وم : وأخر ] يعقوب إلى وقت .

قال الشيخ أبو منصور رحمه الله : والوجه فيه عندنا والله أعلم ، أنهم إنما سألوا يعقوب وطلبوا منه الاستغفار لربهم ليكون لهم شفيعا فأخر ذلك إلى وقت الاستغفار والشفاعة إذ ليست[ في الأصل وم : ليس ] كل الأوقات تكون وقتا للاستغفار . وطلبوا من يوسف العفو منه ، فعفا وقت طلبهم منه العفو .

لهذا الوجه يحتمل أن يخرج معناه والله أعلم ، وأن يكون يعقوب أخر الاستغفار لأن الذنب في ذلك كان بينهم وبين ربهم ، وأخر [ الاستغفار ][ ساقطة من الأصل وم ] إلى أن يجيء الإذن من ربهم . وأما الذنب في يوسف [ فهو ][ ساقطة من الأصل وم ] في ما بينهم وبين يوسف ، فعفا عنهم من سعته .

ويحتمل قوله : ( قال سوف أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) إن استغفرتم أنتم ، أو ( قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) إذا جاء وقته . فهو ما قال ابن عباس رضي الله عنهما إنه أخره [ إلى ][ ساقطة من الأصل وم ] وقت الاستغفار إلى السحر أو أن يكون أخره إلى أن يقدم شيئا بين يدي الاستغفار والشفاعة ليكون أسرع إجابة .