قوله : { رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تاويل الأحاديث }{[35318]} – إلى قوله – { بالصالحين }[ 101 ] قوله : { من الملك } ، و{ من تاويل ( الأحاديث ) }{[35319]} .
{ من } : فيهما للتبعيض{[35320]} ، على معنى : آتيتني بعض الملك ، وعلمتني بعض التأويل{[35321]} . وقيل : ( من ) لا تؤنث{[35322]} الجنس ، فيكون المعنى : قد آتيتني الملك ، ( وعلمتني تأويل الأحاديث ){[35323]} مثل : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان }{[35324]} : لم يؤمروا باجتناب بعض الأوثان دون بعض ، ولكن{[35325]} المعنى : اجتنبوا الرجس الذي هو الوثن{[35326]} .
والمعنى : أن يوسف صلى الله عليه وسلم{[35327]} قال بعدما جمع{[35328]} الله ( عز وجل ){[35329]} بينه وبين أبويه وإخوته . وتذكر ما بسط له من الدنيا والكرامة{[35330]} .
{ رب قد آتيتني من الملك }[ 101 ] : أي : ملك مصر{[35331]} .
{ وعلمتني من تاويل الأحاديث }[ 101 ] يعني : عبارة الرؤيا ، تقديرا{[35332]} لنعم الله عز وجل عليه ، وشكرا له{[35333]} .
{ أنت ولي في الدنيا والآخرة }[ 101 ] : أي : أنت تثيبني{[35334]} في دنياي بنصرك على من عاداني{[35335]} ، / وأرادني{[35336]} بسوء . وتثيبني في الآخرة بفضلك{[35337]} .
ثم إنه صلى الله عليه وسلم لما رأى أمره في دنياه قد تناهى في التمام ، علم أنه لا يكون بعد التمام إلا النقص والزوال ، لأنها دار زوال . قال : فسأل الله أن يقبضه على الإسلام ، ويلحقه بآبائه الصالحين ، فقال : { توفني مسلما وألحقني بالصالحين }{[35338]}[ 101 ] .
قال{[35339]} ابن عباس : لم{[35340]} يتمن أحد من الأنبياء الموت قبل يوسف{[35341]} .
وذكر السدي أن يعقوب مات قبل يوسف ، وأوصى إلى يوسف بأن يدفنه عند قبر أبيه إسحاق . وكان قبر إسحاق بالشام . فلما مات عمل ما أمر{[35342]} ، وحمل إلى الشام . فلما بلغوا{[35343]} ( إلى ){[35344]} ذلك المكان ، أقبل عيص{[35345]} أخو يعقوب ، فمنعهم أن يدفنوه . ثم قال هشام ( بن دان ){[35346]} بن يعقوب لبعض من كان بالحضرة : ما لكم لا تدفنون جدي ؟ وكان هشام أصما{[35347]} . فقيل له : إن عيصا أخاه{[35348]} يمنعه من ذلك . فقال : أرونيه{[35349]} ، فأروه{[35350]} إياه ، فضربه ضربة ( تساقطت ){[35351]} عيناه على لحد يقعوب ، فدفنا في قبر واحد{[35352]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.