فأما{[35255]} قوله : { ورفع أبويه على العرش }[ 100 ] فإن السدي ، قال : هما أبوه وخالته ، وذلك أن أم يوسف ماتت ، فتزوج يعقوب{[35256]} [ بعدها ]{[35257]} أختها ، وهي خالة يوسف{[35258]} .
وقال ابن إسحاق : هما أبوه وأمه{[35259]} ، ولم تكن أمه ماتت . وهذا القول اختيار الطبري{[35260]} .
وقوله : { وخروا له سجدا }[ 100 ] : قيل : المعنى إن أبا يوسف{[35261]} وأمه ( وإخوته ){[35262]} خروا سجدا{[35263]} ليوسف . وكان تحية القوم في ذلك الوقت السجود ، قاله سفيان ، وابن جريج ، والضحاك ، وقتادة{[35264]} ، وهو مثل : ( السلام عليكم ) في هذه الأمة . جعل لهم عوضا من السجود الذي كان تحية من{[35265]} قبلهم .
وقيل : كان ذلك انحناء{[35266]} ، ولم يكن سقوطا على الأرض . جعل الله منه السلام ، والمصافحة{[35267]} عوضا ، كرامة من الله عز وجل{[35268]} لهذه الأمة ، وهي تحية أهل الجنة{[35269]} .
وقال ابن إسحاق : الهاء في ( له ) لله ، والمعنى : خروا{[35270]} لله سجدا{[35271]} . وقوله : { هذا تاويل رأياي من قبل }[ 100 ] : أي : قال يوسف لأبيه : يا أبت ! هذا السجود الذي سجدتموه لي الساعة ، ( هو ){[35272]} تأويل ما رأيته ، وأنا صبي{[35273]} : إذ رأيت أحد عشر كوكبا ، والشمس والقمر ساجدين لي{[35274]} : فالأحد{[35275]} عشر ( كوكبا ){[35276]} إخوته ، والشمس أمه ، والقمر أبوه . { قد جعلها{[35277]} ربي حقا }[ 100 ] : وكان بين رؤيا يوسف ، وتأويلها أربعون سنة{[35278]} . وقيل : ثمانون سنة ، قاله الحسن ، قال : كان بين أن فارَقَ يعقوب يوسف{[35279]} ( إلى أن اجتمعا ثمانون سنة ){[35280]} ، لم يفارق الحزن قلب يعقوب ، ولا الدمع خديه ، ولم يكن على وجه الأرض ، يومئذ عبد أحب إلى الله عز وجل{[35281]} ، من يعقوب{[35282]} .
وألقي يوسف{[35283]} في الجب ، وهو ابن سبع/ عشر[ ة ]{[35284]} سنة ، ومات بعد التقائه بيعقوب بثلاثة{[35285]} وعشرين سنة . ومات يوسف ، وهو ابن مائة واثنتين وعشرين سنة{[35286]} .
وقال ابن إسحاق : كان بين افتراق يوسف ، ويعقوب{[35287]} إلى أن اجتمعا ، ثماني عشرة سنة ، وأهل الكتاب يزعمون أن مدة الافتراق بينهما أربعون سنة . وأن يعقوب بقي{[35288]} مع يوسف بعد أن اجتمع به سبع عشر[ ة ]{[35289]} سنة ، ثم قبضه الله عز وجل{[35290]} إليه{[35291]} .
قوله{[35292]} : { وقد أحسن بي }[ 100 ] : معناه : أحسن الله بي ، {[35293]} إذ أخرجني من السجن ، وفي مجيئه بكم من البدو{[35294]} . وكان مسكن يعقوب{[35295]} وولده في قول قتادة بأرض كنعان : أهل مواش وبرية{[35296]} والبدو مصدر{[35297]} : بدا فلان ، إذا صار بالبادية{[35298]} .
وروى أهل التواريخ أن يعقوب عليه السلام{[35299]} دخل مصر يوم دخلها هو{[35300]} ، وأولاده ، وأهلوهم ، وبنوهم{[35301]} في أقل من مائة ، وخرجوا منها يوم خرجوا ، إذ أخرجهم فرعون ، وهم أكثر من ستمائة{[35302]} ألف ، فقال فرعون : { إن هؤلاء لشرذمة قليلون }{[35303]} .
وقال ابن مسعود : ( دخل بنو إسرائيل مصر ، وهم ثلاثة وستون إنسانا ، وخرجوا منها وهم ستمائة ألف ){[35304]} .
وحكى{[35305]} الطبري ، وغيره أن يعقوب{[35306]} إنما سمي إسرائيل ، لأن أخاه العَيْصُ تواعد( ه ){[35307]} بالقتل ، فخرج فرارا{[35308]} منه ، فسرى الليل ، وكمن النهار . فسمي إٍسرائيل ، لسريه{[35309]} بالليل .
وقيل : إن إٍسرائيل اسم عبراني تفسيره : عبد الله{[35310]} .
وروى عاصم العمري{[35311]} أن يعقوب ( على نبينا ){[35312]} عليه السلام ، يا رب ! أذهبت بصري ، وأذهبت ولدي ، فما ترحمني ؟ قال : بلى ، وعزتي ! إني لأرحمك ، ولأردن عليك بصرك ، ولو كنت أمت ولدك ، لأردنه{[35313]} عليك . إنما ابتليتك بهذه البلية أنك ذبحت جملا ، فوجد جارك ريحه فلم تطعمه منه . فكان منادي{[35314]} آل يعقوب{[35315]} إذا أصبح نادى في الناس : من كان مفطرا فليتغد عند آل{[35316]} يعقوب ، ومن كان منكم صائما فليفطر عند آل يعقوب{[35317]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.