الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَذَٰلِكَ نَسۡلُكُهُۥ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (12)

ثم قال تعالى{[37753]} : { كذلك نسلكه في قلوب المجرمين } [ 12 ] بمعنى : كما سلكنا الكفر في قلوب شيع الأولين والاستهزاء بالرسل ، كذلك نسلك ذلك في قلوب مش{[37754]}ركي قومك{[37755]} . فالهاء في " نسلكه " تعود على التكذيب{[37756]} أو على الاستهزاء{[37757]} .

والمعنى : كذلك ندخل الكفر والتكذيب في قلوب المجرمين لما علم الله من سوء اختبارهم وقبيح اعتقادهم{[37758]} . وقيل : الهاء تعود على الشرك{[37759]} . وقيل : على القرآن لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤه عليهم{[37760]} . ومعنى نسلكه : نجعله{[37761]} .


[37753]:"ط": تعالى ذكره.
[37754]:"ط": المشركين.
[37755]:"ط": زاد: "يا محمد" وهذا التفسير لابن جرير انظر: جامع البيان 14/9.
[37756]:انظر: هذا القول في معاني الفراء 2/85، وإعراب النحاس 2/377 والجامع 10/7 يرويه عن مجاهد.
[37757]:انظره: في التبيان في إعراب القرآن 2777/.
[37758]:وهو قول: ابن زيد، انظر: جامع البيان 14/9 ومعاني الزجاج 3/174، وتفسير ابن كثير 2/848.
[37759]:وهو قول الحسن وأنس، انظر: جامع البيان 14/9 ومعاني الزجاج 3/174، وتفسير ابن كثير 2/848، والدر 5/67.
[37760]:انظر: هذا القول في المحرر 10/113، والجامع 10/7.
[37761]:وهو قول: سفيان. انظر: جامع البيان 14/9.