ثم قال تعالى : { ولو فتحنا عليهم بابا من السماء } [ 14 ] الآية .
أي : لو فتحنا على هؤلاء الذين تقدم ذكرهم وقالوا لو ما تأتينا بالملائكة ، بابا من السماء فظلت الملائكة تعرج فيه وهم{[37765]} يرونهم بأعيانهم { لقالوا إنما سكرت أبصارنا }{[37766]} .
قاله ابن عباس وقتادة{[37767]} . ومعنى يعرجون يجيئون ويذهبون{[37768]} . ومعنى سكرت أبصارنا : أخذ بها وشبه علينا{[37769]} .
وروي عن الحسن{[37770]} وقتادة أنهما قالا : " فظلوا فيه " يعني بني آدم الذين سألوا أن يأتيهم النبي بالملائكة{[37771]} . والمعنى فظل{[37772]} هؤلاء السائلون لك يا محمد في هذا الباب يجيئون ويذهبون{[37773]} ، لقالوا إنما أخذ بأبصارنا وشبه علينا { بل نحن قوم مسحورون } .
وتحقيق معنى " سكرت " : غشيت وغطيت ، قاله : ابن عمر . ومن خفف " سكرت " {[37774]} فمعناه حبست ، يقال : سكرت الريح إذا سكنت{[37775]} . وقيل : هو مأخوذ من : سكر الشراب ، ومعناه : قد غشي أبصارنا مثل السكر ، وهو تفسير ابن عمرو بن العلاء{[37776]} . ومن شدده{[37777]} فمعناه [ عنده{[37778]} ] : سدت ، وهو قول قتادة والضحاك{[37779]} . وقال ابن عباس : معناه : أخذت{[37780]} . وقيل : معنى " سكرت " {[37781]} بالتخفيف سحرت{[37782]} من قول العرب " سكر على فلان رأيه " إذا اختلط عليه فيما يريد{[37783]} . وقال الكلبي{[37784]} : معنى{[37785]} سكرت أبصارنا : غشيت{[37786]} . وكل هذه الأقوال متقاربة المعاني ، وقول أبي عمرو أنه مأخوذ من السكر جامع لها كلها{[37787]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.