ثم قال تعالى : { مهطعين مقنعي {[37464]} رؤوسهم }[ 43 ] .
قال {[37465]} قتادة : مهطعين : مسرعين {[37466]} .
وقال ابن جبير ، عن قتادة : ( مهطعين ، منطلقين ، عامدين إلى الداعي {[37467]} .
وقال ابن عباس ( رحمه الله ) {[37468]} : مهطعين : مديمي {[37469]} النظر ، من غير أن تطرف أبصارهم . وقاله مجاهد {[37470]} {[37471]} .
وقال {[37472]} ابن زيد : المهطع : الذي لا يرفع رأسه ، والإهطاع {[37473]} في كلام العرب : الإسراع {[37474]} .
وقال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة : الإقناع : رفع الرؤوس {[37475]} .
وأصل الأهطاع : الإقبال على الشيء بالنظر ، ينظر دائما {[37476]} ، لا يرفع بصره ، ولا يطرف {[37477]} . وهو بمعنى قول مجاهد ، والضحاك ، وهو قول الخليل : ودليله قوله : { لا يرتد {[37478]} إليهم طرفهم }[ 43 ] : أي : يديمون النظر ، لا يطرفون .
قال الحسن : ( وجود الناس يوم القيامة إلى السماء ، لا ينظر أحد – إلى أحد {[37479]} . والمقنع في اللغة : الرفع رأسه {[37480]} .
حكى {[37481]} أبو العباس : أقنع إذا رفع رأسه ، وأقنع : إذا طأطأ رأسه ذلا وخضوعا . فتحتمل الآية القولين جميعا . قال : ويجوز أن يرفع رأسه مديما للنظر ، ثم يطأطأه ذلا وخضوعا {[37482]} .
ومن الارتفاع قيل : مقنعة {[37483]} للتي يجعلها النساء على رؤوسهن {[37484]} ، لارتفاعها على الرأس . ومنه قنع {[37485]} الرجل إذا رضي ، لأنه رفع نفسه على السؤال ، وقنع {[37486]} إذا سأل ، أي : أتى ما يتقنع منه {[37487]} .
ثم قال تعالى : { لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء }[ 43 ] : والمعنى عند ابن عباس رضي الله عنه {[37488]} : ( لا ترجع {[37489]} إليهم لشدة النظر أبصارهم ) {[37490]} : أي : هي شاخصة . ومعنى {[37491]} : { وأفئدتهم هواء }[ 43 ] : أي : منحرفة {[37492]} ، لا تعي من الخير شيئا {[37493]} ، قاله ابن عباس . كما تقول : ليس في البيت شيء ، إنما هو هواء {[37494]} .
قال ابن عباس : وليس فيها شيء من الخير فهي كالخربة {[37495]} .
وقال ابن زيد : { وأفئدتهم هواء }[ 43 ] الأفئدة : القلوب ليس فيها عقل ، ولا منفعة {[37496]} .
وقيل : معناه : لا تستقر في مكان ، فلا ترتد في أجوافهم {[37497]} .
قال ابن جبير : { وأفئدتهم هواء }[ 43 ] : ( تمور في أجوافهم ، ليس لها مكان تستقر فيه ) {[37498]} .
وقال الضحاك : { وأفئدتهم هواء }[ 43 ] معناه : ( ليس فيها شيء ، خرجت من صدورهم فنشبت في حلوقهم ) ، وقاله السدي {[37499]} .
قل قتادة : ( انتزعت حتى صارت في حناجرهم ، لا تخرج من أفواههم ، ولا تعود إلى أمكنتها ) {[37500]} .
وأصل الهواء في اللغة : المجوف الخال( ي ) {[37501]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.