الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ} (105)

{ إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله{[39873]} } [ 105 ] أي : الذين{[39874]} يجحدون آياته ، ويفتري بمعنى يتخرص .

وقال بعض أهل المعاني إنما أعاد الكاذبين ، و[ قد{[39875]} ] تقدم الإخبار عنهم{[39876]} بالكذب لأن الثاني صفة ، والصفة ألزم من الخبر ، لأن من نعت بصفة فهي{[39877]}لازمة له ، ومن أخبر عنه بخبر فقد يحول عنه . فأعاد ذكر الكذب لأنه ألزم في أكثر الأحوال من الخبر{[39878]} . وهذا الذي قال إنما يلزم إذا كانت الصفة صفة ذات فهي لا تتغير كالأحمر والأسود . ويتغير الخبر بالأفعال . وإذا كانت صفة فعل فهي تتغير أيضا كتغيير الخبر بالفعل . والصفة في هذه صفة فعل لا صفة ذات ، فلا يلزم قوله ، ولا يستقيم ، ولكن أعيد ذكر الكذب عنهم للتأكيد .

[ تم{[39879]} ] الجزء الثلاثون{[39880]} ، [ يتلوه الحادي والثلاثون{[39881]} ] .


[39873]:ساقط من ط.
[39874]:ق: "أي إن الذين".
[39875]:ساقط من ق.
[39876]:ق : عندهم.
[39877]:ق: فهو.
[39878]:وهو قول القشيري، انظر: الجامع 10/118.
[39879]:ساقط من ق.
[39880]:ق: الثلاثين.
[39881]:ساقط من ق.