ثم قال تعالى : { الذي جعل لكم الأرض مهادا }[ 52 ] .
أي : فراشا يتمهدها الناس ، ولم يجعلها خربة خشنة .
ومن قرأ ( مهدا ){[45153]} فهو : مصدر وصفت الأرض به . أي : ذات مهد .
وقيل ( مهدا ) اسم وصفت الأرض به ، لأن الناس يتمهدونها فهي لهم كالمهد الذي يعرف{[45154]} .
وقيل : هما لغتان ، كاللبس واللباس ، والريش والرياش .
ثم قال تعالى : { وسلك لكم فيها سبلاْ } أي : طرقا .
ثم قال : { وأنزل من السماء ماء }[ 52 ] أي : مطرا .
{ فأخرجنا به أرواحا } خرج{[45155]} إلى الإخبار عن الله جل ذكره ، لأن كلام موسى مع فرعون انتهى إلى قوله : ( من السماء ماء . ثم أخبر الله تعالى عن نفسه بجميل صنعه{[45156]} لخلقه في معاشهم ومعاش أنعامهم فقال : { فأخرجنا به } .
وقيل : كله من كلام موسى ، أخبر موسى عن نفسه ، ومن معه بالزراعة والمعالجة{[45157]} في الحرث . فالماء هو سبب خروج النبات وبه تم وكمل . والمعالجة{[45158]} في الحرث وغيره لبني آدم بعون الله لهم وأقداره إياهم{[45159]} على ذلك . فلذلك أخبر عن نفسه فقال : فأخرجنا به أزواجا . وقد قال تعالى : { أفرأيتم ما تحرثون }{[45160]} فأضاف الحرث إلى الخلق ، وهو الزارع المنبث للحرث لا إله إلا هو . أي : أخرجنا بالمطر من الأرض أشباها وضروبا من نبات شتى . و( شتى ) : نعت للنبات أو للأزواج . ومعناه : مختلفة الأطعمة والرائحة والمنظر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.