الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَجۡمِعُواْ كَيۡدَكُمۡ ثُمَّ ٱئۡتُواْ صَفّٗاۚ وَقَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡيَوۡمَ مَنِ ٱسۡتَعۡلَىٰ} (64)

ثم قال تعالى : { فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا }[ 63 ] .

أي : اعزموا على أمركم واحكموه . هذا{[45276]} على قراءة من همزة وكسر الميم ، فأما{[45277]} من فتح الميم ووصل الألف – وهي قراءة أبي عمرو – فمعناه{[45278]} : فاجمعوا كل كيد لكم وحيلة ، فضموه مع صاحبه . ويشهد له{[45279]} قوله : { فجمع كيده } . وقطع الألف أحسن{[45280]} ، لأن السحرة لم يؤمروا بهذا إلا في اليوم الذي اجتمعوا فيه ، والوقت الذي أظهروا فيه سحرهم{[45281]} ، واستعدوا بما يحتاجون من السحر ، فبعد أن يؤمروا بجمع ما قد جمعوا واستعدوا به ، وإنما يؤمر بذلك من لم يجمع ما يحتاج إليه ولم يستعد به ، وليس ذلك اليوم إلا يوم استعلاء وفراغ ما يحتاجون إليه من الكبد .

ويحسن قطع الألف ، لأن معناه : اعزموا على أمركم وأحكموه .

وقوله تعالى : { ثم ايتوا صفا } . أي : جيئوا المصلى ، وهو الموضع الذي يجتمعون فيه يوم الوعيد{[45282]} .

فيكون { صفا } مفعولا ب{ ايتوا } . ويجوز أن يكون المعنى : ائتوا مصطفين ، ليكون أعظم لأمركم ، وأشد لهيبتكم ، فيكون حالا . ووحد لأنه مصدر{[45283]} . فهو مصدر في موضع الحال .

ثم قال : { وقد أفلح اليوم من استعلى }[ 63 ] .

أي : قد ظفر بحاجته اليوم من علا على صاحبه فقهره .

قال وهب : ( جمع فرعون الناس لذلك الجمع ، ثم أمر السحرة فقال : { ايتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى } ، أي : من علا على صاحبه بالغلبة ){[45284]} .


[45276]:هذا سقطت من ز.
[45277]:ز: وأما.
[45278]:ز: فمعناه.
[45279]:ز: به. (تحريف).
[45280]:انظر: الكشف 2/100 وحجة القراءات 456 والتيسير 152.
[45281]:ز: سحرتهم.
[45282]:ز: العيد.
[45283]:فهو مصدر سقط من ز.
[45284]:انظر: جامع البيان 16/184.