ثم قال تعالى : { فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا }[ 63 ] .
أي : اعزموا على أمركم واحكموه . هذا{[45276]} على قراءة من همزة وكسر الميم ، فأما{[45277]} من فتح الميم ووصل الألف – وهي قراءة أبي عمرو – فمعناه{[45278]} : فاجمعوا كل كيد لكم وحيلة ، فضموه مع صاحبه . ويشهد له{[45279]} قوله : { فجمع كيده } . وقطع الألف أحسن{[45280]} ، لأن السحرة لم يؤمروا بهذا إلا في اليوم الذي اجتمعوا فيه ، والوقت الذي أظهروا فيه سحرهم{[45281]} ، واستعدوا بما يحتاجون من السحر ، فبعد أن يؤمروا بجمع ما قد جمعوا واستعدوا به ، وإنما يؤمر بذلك من لم يجمع ما يحتاج إليه ولم يستعد به ، وليس ذلك اليوم إلا يوم استعلاء وفراغ ما يحتاجون إليه من الكبد .
ويحسن قطع الألف ، لأن معناه : اعزموا على أمركم وأحكموه .
وقوله تعالى : { ثم ايتوا صفا } . أي : جيئوا المصلى ، وهو الموضع الذي يجتمعون فيه يوم الوعيد{[45282]} .
فيكون { صفا } مفعولا ب{ ايتوا } . ويجوز أن يكون المعنى : ائتوا مصطفين ، ليكون أعظم لأمركم ، وأشد لهيبتكم ، فيكون حالا . ووحد لأنه مصدر{[45283]} . فهو مصدر في موضع الحال .
ثم قال : { وقد أفلح اليوم من استعلى }[ 63 ] .
أي : قد ظفر بحاجته اليوم من علا على صاحبه فقهره .
قال وهب : ( جمع فرعون الناس لذلك الجمع ، ثم أمر السحرة فقال : { ايتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى } ، أي : من علا على صاحبه بالغلبة ){[45284]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.