الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلۡمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡصِلُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (17)

ثم قال تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابين والنصارى }[ 17 ] .

أي : إن هؤلاء على اختلاف أديانهم يفصل بينهم الله يوم القيامة ، فيدخل المؤمنين الجنة ، ويدخل غيرهم النار ، فهذا هو الفصل .

قال قتادة{[46716]} : ( والصابون ) قوم يعبدون الملائكة ، ويصلون إلى القبلة ، ويقرأون الزبور . والمجوس ، يعبدون الشمس والقمر والنيران ( والذين أشركوا ) يعبدون الأوثان . والأديان ستة ، خمسة للشيطان وواحد للرحمن .

وقوله : { إن الله على كل شيء شهيد }[ 17 ] .

أي : شاهد{[46717]} على أعمالهم على اختلاف أديانهم ، فإن الثانية تخبر{[46718]} عن الأولى . أي : سدت مسد خبرها ، إذ هي داخلة على ابتداء وخبر . والابتداء والخبر يسدان مسد خبر أن في كثير من الكلام .

وقيل : لما طال الكلام ، صارت الأولى كأنها ملغاة ، فأعيدت تأكيدا وتكريرا . والأول أحسن/ .


[46716]:انظر: جامع البيان 17/129 والدر المنثور 4/347 وفتح القدير 3/445.
[46717]:أي شاهد سقط من ز.
[46718]:ز: خبر.