ثم قال تعالى{[50527]} : { والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا }[ 73 ] .
أي : والذين إذا ذكروا مذكر بحجج ربهم وأدلته ، لم يقفوا على تلك الحجج صما لا يسمعونها ، وعميا{[50528]} لا يبصرونها . ولكنهم أيقاظ القلوب فهماء العقول .
والكافر{[50529]} بخلاف ذلك لأنه لا ينتفع بما يسمع و{[50530]} ما يبصر ، فصار بمنزلة من لا يسمع ولا يبصر ، ومعنى { يخروا } يقيموا على ذلك ، كما يقال : شتمت فلانا فقام يبكي ، أي : فظل يبكي ، ولا{[50531]} قيام هناك ، ولعله كان مضطجعا . ويقول : نهيت فلانا فقعد يشتمني أي : فجعل يشتمني{[50532]} ، ولعله كان قائما . فجرى ذلك على مخاطبة العرب ، ولا خُرور ثَمَّ ، وقيل المعنى{[50533]} : لم يتغافلوا عنها ويتركونها فيكونون{[50534]} بمنزلة من لا يسمع ولا{[50535]} يرى .
وقيل المعنى : لم يسجدوا صما وعميانا بل سجدوا سامعين ، فيكون{[50536]} بمنزلة قول الشاعر :
بأيدي رجال لم يشيموا سيوفهم *** ولم تكثر{[50537]} القتلى{[50538]} بها حين سلت{[50539]}
أي : إنما أغمدوها بعد أن كثرت القتلى{[50540]} .
وقيل المعنى : إنهم إذا أمروا بمعروف ، أو نهوا عن منكر لم يتغافلوا عن ذلك وقبلوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.