الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ لَمۡ يَخِرُّواْ عَلَيۡهَا صُمّٗا وَعُمۡيَانٗا} (73)

ثم قال تعالى{[50527]} : { والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا }[ 73 ] .

أي : والذين إذا ذكروا مذكر بحجج ربهم وأدلته ، لم يقفوا على تلك الحجج صما لا يسمعونها ، وعميا{[50528]} لا يبصرونها . ولكنهم أيقاظ القلوب فهماء العقول .

والكافر{[50529]} بخلاف ذلك لأنه لا ينتفع بما يسمع و{[50530]} ما يبصر ، فصار بمنزلة من لا يسمع ولا يبصر ، ومعنى { يخروا } يقيموا على ذلك ، كما يقال : شتمت فلانا فقام يبكي ، أي : فظل يبكي ، ولا{[50531]} قيام هناك ، ولعله كان مضطجعا . ويقول : نهيت فلانا فقعد يشتمني أي : فجعل يشتمني{[50532]} ، ولعله كان قائما . فجرى ذلك على مخاطبة العرب ، ولا خُرور ثَمَّ ، وقيل المعنى{[50533]} : لم يتغافلوا عنها ويتركونها فيكونون{[50534]} بمنزلة من لا يسمع ولا{[50535]} يرى .

وقيل المعنى : لم يسجدوا صما وعميانا بل سجدوا سامعين ، فيكون{[50536]} بمنزلة قول الشاعر :

بأيدي رجال لم يشيموا سيوفهم *** ولم تكثر{[50537]} القتلى{[50538]} بها حين سلت{[50539]}

أي : إنما أغمدوها بعد أن كثرت القتلى{[50540]} .

وقيل المعنى : إنهم إذا أمروا بمعروف ، أو نهوا عن منكر لم يتغافلوا عن ذلك وقبلوه .


[50527]:"تعالى" سقطت من ز.
[50528]:ز: وعميان.
[50529]:ز: والكفار.
[50530]:ز: بما يبصر وما يسمع.
[50531]:ز: ولا يقام.
[50532]:"أي: فجعل يشتمني" سقطت من ز.
[50533]:انظر: معاني الفراء 2/274.
[50534]:ز: فيكونوا، والصواب: ويتركوها فيكونوا؛ معطوفة على المجزوم [المدقق].
[50535]:ز: لم يبصر، ولا يسمع، ولا يرى.
[50536]:"فيكون" سقطت من ز.
[50537]:ز: "يكثروا" وهو تحريف.
[50538]:ز: "القتل" وهو تحريف.
[50539]:انظر: ديوان الفرزدق ص139، وانظر: شرح أبيات مغني اللبيب للبغدادي 6/108 وما بعدها و257.
[50540]:ز: القتل.