فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ لَمۡ يَخِرُّواْ عَلَيۡهَا صُمّٗا وَعُمۡيَانٗا} (73)

{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } أي بالقرآن أو بما فيه من موعظة وعبرة { لَمْ يَخِرُّوا } أي لم يسقطوا ، ولم يقعوا { عَلَيْهَا } حال كونهم { صُمًّا وَعُمْيَانًا } ولكنهم أكبوا عليها سامعين ، مبصرين ، بآذان واعية ، وعيون راعية ، وانتفعوا بها . قال ابن قتيبة : المعنى لم يتغافلوا عنها ، كأنهم صم لم يسمعوها ، وعمي لم يبصروها قال ابن جرير : ليس ثم خرور ، بل كما يقال قعد يبكي ، وإن كان غير قاعد . قال ابن عطية : كأن المستمع للذكر قائم ، فإذا أعرض عنه كان ذلك خرورا ، وهو السقوط على غير نظام : قيل المعنى إذا تليت عليهم آيات الله ، وجلت قلوبهم ، فخروا سجدا وبكيا ، ولم يخروا عليهما صما وعميانا . قال الفراء بأي لم يقعدوا على حالهم الأول ، كأن لم يسمعوا قال في الكشاف : ليس بنفي للخرور . وإنما هو إثبات له ونفي للصمم والعمى ، وأراد أن النفي متوجه إلى القيد لا إلى المقيد .