الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74)

قوله تعالى : ذكره{[50541]} { والذين يقولون ربنا هب لنا ن أزواجنا }[ 74 ] ، إلى آخر السورة .

أي : والذين يرغبون إلى الله في دعائهم ، ومسألتهم أن يهب لهم قرة أعين ، من أزواجهم ، وذرياتهم ؛ أي : ما تقر به أعينهم من أولادهم ، وذلك أن يريهم إياهم{[50542]} يعملون بطاعة{[50543]} الله .

قال{[50544]} الحسن{[50545]} : ذلك في الدنيا وهو المؤمن يرى زوجه وولده مطيعين لله ، وأي{[50546]} شيء أقر لعين المؤمن أن يرى زوجته وولده مطيعين لله .

قال ابن جريج{[50547]} : معناه : يعبدونك فيحسنون عبادتك .

وقال ابن زيد{[50548]} : يسألون لأزواجهم وذرياتهم الإسلام .

ثم قال تعالى ذكره{[50549]} : { واجعلنا للمتقين إماما }[ 74 ] ، أي : اجعلنا يقتدي بنا من بعدنا في الخير{[50550]} ، قاله ابن عباس{[50551]} ، وعنه أيضا : المعنى اجعلنا أئمة هدى يهتدى بنا ، ولا تجعلنا أئمة ضلالة لأنه قال في السعادة { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا }{[50552]} ، وقال في أهل الشقاء : { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار }{[50553]} .

قال مجاهد{[50554]} : معناه{[50555]} : واجعلنا{[50556]} أئمة نقتدي{[50557]} بمن قبلنا ، ونكون أئمة لمن{[50558]} بعدنا .

وقوله : { إماما } وحد لأنه مصدر كالقيام والصيام .

وقيل{[50559]} : هو واحد يدل على الجمع كالعدو{[50560]} .

و{[50561]}قيل : هو جمع آئم وإمام{[50562]} كقائم وقيام .


[50541]:"تعالى ذكره" سقطت من ز.
[50542]:ز: إياه
[50543]:ز: "بطاعته" وهو خطأ.
[50544]:ز: وقال.
[50545]:انظر: ابن جرير19/52، وزاد المسير6/111، والدر19/284.
[50546]:من "وأي: شيء...مطيعين لله" سقط من ز.
[50547]:انظر: ابن جرير19/52.
[50548]:انظر: ابن جرير19/53.
[50549]:"تعالى ذكره" سقطت من ز.
[50550]:ز: خير.
[50551]:انظر: ابن جرير 19/53، وزاد المسير 6/111.
[50552]:الأنبياء:73.
[50553]:القصص: 11.
[50554]:انظر: ابن جرير 19/53.
[50555]:"معناه" سقطت من ز.
[50556]:ز: وجعلنا.
[50557]:ز: "يقتدي" وهو خطأ.
[50558]:ز: من.
[50559]:انظر: زاد المسير 6/111.
[50560]:ز: "كالقدر" وهو تحريف.
[50561]:"الواو" من "وقيل" سقطت من ز.
[50562]:"إمام" سقطت من ز.