ثم قال تعالى{[50566]} : { قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم }[ 77 ] ، أي : قل يا محمد لهؤلاء الذين أرسلت إليهم : ما يعبأ بكم ربي ، أي : أي شيء يصنع بكم ربي ، لولا دعاؤكم إلى الإيمان ؟
قال ابن عباس{[50567]} : لولا دعاؤكم{[50568]} : لولا إيمانك ، فأخبر جل ذكره{[50569]} الكفار أنه لا حاجة له بهم إذ لم يجعلهم مؤمنين ، ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم{[50570]} الإيمان كما حببه إلى المؤمنين{[50571]} .
وقال مجاهد{[50572]} : لولا دعاؤكم : أي : لولا دعاؤكم إلى الله لتعبدوه وتطيعوه .
قال{[50573]} الفراء{[50574]} : لولا دعاؤكم : لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام ومعنى : ما يعبأ{[50575]} أي : ما يصنع بكم .
قال{[50576]} الزجاج{[50577]} : لولا دعاؤكم . أي{[50578]} لولا توحيدكم إياه . ومعنى ما يعبأ{[50579]} بكم{[50580]} أي : وزن لكم{[50581]} عنده من قولك{[50582]} : ما{[50583]} عبأت بفلان أي : ما كان له عندي{[50584]} وزن ولا قدر .
قال{[50585]} : وأصل العبء{[50586]} في اللغة : الثقل{[50587]} .
وقوله{[50588]} : { فسوف يكون لزاما }[ 77 ] ، هو يوم بدر .
وقيل{[50589]} : هو ما{[50590]} لزوم بين القتلى{[50591]} يوم بدر . والتقدير : فسوف يكون عاقبة تكذيبهم اللزام .
وعن مجاهد{[50592]} أنه قال في معناه{[50593]} : لولا دعاؤكم إياكم لتطيعوه فقد كذبتم فسوف يكون عذابكم لزاما وقد مضى اللزام وهو يوم بدر .
وقيل : المعنى : لا منفعة لله في خلقه إياكم إذ لا يضره فقدكم ، لولا ما أراد من دعائه إياكم إلى طاعته ، ليجازيكم على ذلك إن قبلتموه ويعاقبكم إن عصيتموه فقد كذبتم فسوف تعلمون .
وقال القتيبي{[50594]} : المعنى : ما يعبأ{[50595]} بعذابكم ربي لولا دعاؤكم غيره ، أي : لولا شرككم به .
وقال الضحاك : لولا عبادتكم إياه .
ثم قال تعالى{[50596]} : { فقد كذبتم فسوف يكون لزاما }[ 77 ] ، أي : فقد كذبتم رسولكم فسوف يكون عقاب تكذيبكم لرسولكم لزاما ، أي : ملازما لكم ، أي : عذابا{[50597]} ملازما{[50598]} و{[50599]} هو ما حل بكم{[50600]} يوم بدر .
وقال ابن مسعود : اللزام : يوم بدر{[50601]} .
وقال أبي بن كعب{[50602]} : هو القتل يوم بدر : وهو قول مجاهد و{[50603]} الضحاك ، وقال ابن زيد : اللزام : القتل{[50604]} يوم بدر .
وقال ابن عباس : اللزام : الموت{[50605]} .
وقال أبو عبيدة{[50606]} : فسوف يكون لزاما أي : جزاء يلزم{[50607]} كل عامل يعمله من خير أو شر{[50608]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.