الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَإِنَّهُمۡ عَدُوّٞ لِّيٓ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (77)

{ فإنهم عدو لي } [ 77 ] ، أي : يوم القيامة كما قال : { كلا{[51142]} سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا{[51143]} } وأخبرنا{[51144]} الله تعالى{[51145]} عن الأصنام ، كما يخبر عن من يعقل . جاز أن يقول{[51146]} هنا : " عدو لي " {[51147]} . وعدو{[51148]} يقع للجمع{[51149]} والمؤنث بلفظ واحد وقد قالوا : عدوة الله بمعنى معادية .

وقيل{[51150]} : هذا من المقلوب ، لأن الأصنام لا تعادي أحدا ، ولا تعقل ، والمعنى فإني{[51151]} عدو لهم أي : عدو لمن عبدهم . وأصل العداوة ، من عدوت{[51152]} الشيء ، إذا تجاوزته وتخلفته{[51153]} .

ثم قال تعالى ذكره{[51154]} : { إلا رب العالمين }[ 77 ] ، هو استثناء{[51155]} ليس من الأول أي : لكن رب العالمين ، ويجوز أن يكون{[51156]} من الأول ، على أن يكونوا{[51157]} قد كانوا يعبدون الله والأصنام ، وتقدير الآية : أفرأيتم كل معبود لكم ، ولآبائكم فإني بريء لا أعبد إلا رب العالمين .


[51142]:"كلا" سقطت من ز.
[51143]:ز: "ضرا" وهو تحريف من الآية82 من سورة مريم.
[51144]:ز: "فأخبر".
[51145]:"تعالى" سقطت من ز.
[51146]:ز: "جاز هنا أن يقول".
[51147]:ز: "عدوي لي" وهو تحريف.
[51148]:انظر المشكل 2/582، واللسان 15/30 مادة: عد.
[51149]:ز: "للجميع وللمؤنث".
[51150]:انظر: زاد المسير 6/128.
[51151]:ز: بأي.
[51152]:ز: عدوة.
[51153]:ز: وخلقه
[51154]:"تعالى ذكره" سقطت من ز.
[51155]:ز: أي: هذا الاستثناء.
[51156]:ز: يكونوا.
[51157]:من "من الأول ... يكونوا" ساقط من ز.