ثم قال تعالى{[53810]} : { وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الامر }{[53811]}[ 44 ] ، هذا الكلام{[53812]} تضمن إضمارا دل عليه المعنى ، والمعنى : لم{[53813]} تكن يا محمد في جانب{[53814]} الغربي إذ قضينا إلى موسى أمرك ، وذكَرْناكَ بخير ذكر{[53815]} ، لأن هذا الكلام لا يستعمل إلا في رجل جرى ذكره إما بخير أو{[53816]} بشر ، ولا يذكر الله نبيه إلا بخير ، ووصى باتباعه إذا بعث ، دل على ذلك قوله : } ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر }[ 45 ] ، فنسوا الوصية وتركوها لطول الزمان عليهم .
وقوله : { وما كنت{[53817]} من الشاهدين }[ 44 ] ، أي لم تكن{[53818]} يا محمد{[53819]} بحاضر لما وصاهم الله به في أمرك .
وقيل{[53820]} : الشهود بمعنى الشهادة أي لم تكن بشاهد{[53821]} عليهم فيما وصاهم به من{[53822]} أمرك/ ، والإيمان بك .
وقوله{[53823]} : { فتطاول عليهم العمر }[ 45 ] ، إيماء{[53824]} إلى نقضهم العهد ، وتركهم للوصية بالإيمان بمحمد عليه السلام{[53825]} وما{[53826]} يأتيهم به ، وقد أخبرنا أن محمدا تجده{[53827]} اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل ويجدون{[53828]} صفته .
يروى : أن الله أعلم موسى صلى الله عليه وسلم أنه يبعث نبيا من ولد إسماعيل يسمى محمدا ، وأنه أخذ ميثاقه{[53829]} على أمة موسى أن يؤمنوا به ، فطالت عليهم الأزمنة فنسوا ما عهد إليهم به . فالمعنى{[53830]} : أي{[53831]} وما كنت يا محمد بجانب الجبل الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر ، أي فرغنا إلى موسى الأمر ، يعني ما ألزم الله تعالى{[53832]} موسى وقومه ، وعهد إليهم من عهده . { وما كنت من الشاهدين }[ 44 ] ، أي لم{[53833]} تشهد يا محمد ذلك ولم تحضره .
قال قتادة وابن جريج{[53834]} : { بجانب الغربي } أي بجانب غربي الجبل .
وقيل{[53835]} : المعنى : لم تكن يا محمد في ذلك المكان إذ أعلمنا موسى أن أمة محمد خير الأمم .
{ وما كنت من الشاهدين }[ 44 ] ، أي لم تشهد يا محمد ذلك ولم تحضره . وقال أبو عبيدة{[53836]} : { بجانب الغربي } حيث تغرب الشمس والقمر والنجوم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.