ثم قال تعالى{[53838]} : { وما كنت بجانب الطور إذ نادينا }[ 46 ] ، أي إذ نادينا موسى بقولنا : { فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة }{[53839]} إلى قوله : { المفلحون }{[53840]} .
وقيل{[53841]} : نادى الله جل ذكره : يا أمة محمد أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ، ورحمتكم قبل أن تسترحموني ، فقال موسى : يا رب جعلت وفادتي لغيري{[53842]} . وذلك حين اختار موسى سبعين رجلا للميقات .
وقال أبو زرعة{[53843]} رواه{[53844]} الأعمش عن علي بن مدرك{[53845]} عنه : نادى أمة محمد{[53846]} : أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وأجبتكم قبل أن تدعوني{[53847]} . وأسند أبو زرعة هذه الألفاظ عن أبي هريرة ، وأسنده إبراهيم بن عرفة إلى أبي هريرة أيضا .
ثم قال : { ولكن رحمة من ربك } رحمة نصب على المصدر عند الأخفش{[53848]} والتقدير : ولكن رحمة{[53849]} ، وهو مفعول من أجله عند الزجاج{[53850]} أي فعلنا{[53851]} ذلك للرحمة وهو عند الكسائي خبر كان مضمرة ، والتقدير{[53852]} : ولكن كان ذلك رحمة ، والمعنى : لم تشهد ذلك يا محمد ، فتعلمه ، ولكن : عرفناكه ، وأنزلناه عليك ، واقتصصنا{[53853]} ذلك كله عليك في كتابنا{[53854]} ، وابتعثناك{[53855]} بما أنزلنا{[53856]} إليك من ذلك رسولا إلى من ابتعثناك إليه{[53857]} رحمة لك ولهم : { لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك }[ 46 ] ، يعني العرب . { لعلهم يتذكرون }[ 46 ] ، فيظهر لهم خطأ ما هم عليه من الكفر{[53858]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.