السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلۡغَرۡبِيِّ إِذۡ قَضَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلۡأَمۡرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (44)

ثم إنّ الله تعالى خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : { وما كنت } أي : يا أفضل الخلق { بجانب الغربي } قال قتادة : بجانب الجبل الغربي ، وقال الكلبي : بجانب الوادي الغربي أي : الوادي من الطور الذي رأى موسى عليه السلام فيه النار وهو ما يلي البحر من جهة الغرب على يمين المتوجه إلى ناحية مكة المشرّفة من ناحية مصر فناداه فيه العزيز الجبار وهو ذو طوى { إذ } أي : حين { قضينا } أي : أوحينا { إلى موسى الأمر } أي : أمر الرسالة إلى فرعون وقومه وما يريد أن يفعل من ذلك في أوّله وأثنائه وآخره مجملاً فكان كل ما أخبرنا به مطابقاً تفصيله لإجماله { وما كنت } أي : بوجه من الوجوه { من الشاهدين } لتفاصيل ذلك الأمر الذي أجملناه لموسى عليه السلام حتى تخبر به كله على هذا الوجه الذي آتيناك به في هذه الأساليب المعجزة .