الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱقۡتُلُوهُ أَوۡ حَرِّقُوهُ فَأَنجَىٰهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (24)

ثم قال : { فما كان جواب قومه } يعني : قوم إبراهيم .

وهذا جواب لقوله عن إبراهيم : إنه قال لقومه اعبدوا الله واتقوه . وجميع ما جرى بين ذلك إنما أتى به تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وعظة لقريش ، وتذكيرا لهم وتوبيخا .

{ إلا أن قالوا اقتلوه أو حرفوه } . أي : قال بعضهم لبعض اقتلوه أو حرفوه بالنار ففعلوا ، فأنجاه الله منها ولم يسلط ( عليه ) {[54443]} ، بل جعلها بردا وسلاما .

قال كعب {[54444]} : ما أحرقت منه إلا وثاقه {[54445]} {[54446]} .

{ إن في ذلك لآيات لقوم يومنون } أي : إن في إنجاء الله إبراهيم من النار وتصييرها عليه بردا وسلاما ، لدلالة وحجة لقوم يصدقون بما آتاهم من عند الله .


[54443]:زيادة يقتضيها السياق
[54444]:هو كعب بن ماتع بن ذي هجن الحميري، أبو إسحاق، تابعي كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن، وأسلم في زمن أبي بكر. أخذ عنه الصحابة وغيرهم كثيرا من أخبار الأمم الغابرة. وأخذ هو الكتاب والسنة عن الصحابة توفي سنة 32 هـ انظر: حلية الأولياء 5/364، 325، وصفة الصفوة 4/203، وتذكرة الحفاظ 1/52، 33، والإصابة 3/315، 7496، وتقريب التهذيب 2/ 135، 53
[54445]:ورد في لسان العرب مادة "وثق" 10/ 371. "الوثاق اسم الإيثاق. تقول: أوثقته إيثاقا ووثاقا. والحبل أو الشيء الذي يوثق به: وثاق والجمع الوثق بمنزلة الرباط والربط. وأوثقه في الوثاق أي: شده"
[54446]:انظر: جامع البيان 20/141، والدر المنثور 6/458