الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ} (38)

ثم قال تعالى : { وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم } نصب عاد وثمود عند الكسائي{[54505]} على العطف على قوله : { ولقد فتنا الذين من قبلهم }{[54506]} وفتنا عادا وثمودا .

وقال الزجاج : التقدير : وأهلكنا عادا وثمودا{[54507]} .

وقال الطبري{[54508]} ، التقدير : واذكر عادا وثمودا ، وقد تبين لكم من مساكنهم ، يعني خرابها وخلاءها منهم{[54509]} .

{ وزين لهم الشيطان أعمالهم } أي : حسنها لهم فتمادوا على كفرهم وتكذيبهم { فصدهم عن السبيل } أي : عن سبيل الله .

{ وكانوا مستبصرين } أي : في ضلالتهم ، أي : معجبين بها ، يحسبون أنهم على هدى وصواب ، قاله ابن عباس والضحاك وقتادة{[54510]} .

وقيل : المعنى : كانوا قد عرفوا الحق من الباطل{[54511]} ، فهل مثل قوله تعالى ذكره : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم }{[54512]} .


[54505]:انظر: إعراب النحاس: 3/ 256، والمحرر الوجيز 2/220، والجامع للقرطبي 13/ 343، وفتح القدير 4/ 202.
[54506]:العنكبوت: 2
[54507]:انظر: معاني الزجاج 6/168، وإعراب النحاس 3/256، وزاد المسير 6/271، والجامع للقرطبي 13/344
[54508]:هو محمد ابن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر المؤرخ المفسر، الإمام. ولد في آمل طبرستان واستوطن ببغداد وتوفي بها. من كتبه: تاريخ الأمم والملوك، وجامع البيان توفي سنة 310هـ انظر: وفيات الأعيان 4/191، 570، وتذكرة الحفاظ 2/710، 728، وغاية النهاية 2/106، 2886
[54509]:انظر: جامع البيان 20/ 150
[54510]:انظر: جامع البيان 20/ 150، والكشف والبيان 6/24، والدر المنثور 6/463، وقول ابن عباس والضحاك وارد في جامع البيان فقط.
[54511]:انظر: إعرابالنحاس: 3/256
[54512]:النمل: 14