ثم قال تعالى : { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } أي : لا تجادلوا أيها المؤمنون اليهود والنصارى إلا بالجميل من القول ، وهو الدعاء إلى الله والتنبيه على حججه .
{ إلا الذين ظلموا منهم } هذا بدل من " أهل " ويجوز أن يكون استثناء{[54548]} .
والمعنى : إلا الذين امتنعوا من إعطاء الجزية ونصبوا دونها الحرب فلكم قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية . قاله مجاهد{[54549]} وغيره ، وهو اختيار الطبري{[54550]} .
وقال ابن جبير{[54551]} : هم أهل الحرب ومن لا عهد له ، فلك أن تجادله بالسيف{[54552]} .
وقيل المعنى : لا تجادلوا من كفر منهم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيما يخبرونكم به من نص كتابهم إلا بالقول الجميل ، وأن تقولوا آمنا بما أنزل إلينا وأنزل إليكم ، إلا الذين ظلموا منهم يعني الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وأقاموا على كفرهم .
فالآية محكمة على هذا القول . روي هذا القول عن ابن زيد{[54553]} .
وقال قتادة : هي منسوخة بالأمر بالقتال لأنها مكية{[54554]}
وقال أبو هريرة : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرون بالعربية لأهل الإسلام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا . . " الآية{[54555]} .
ومعنى : { إلا الذين ظلموا } أي : ظلموكم في منعهم الجزية ومحاربتكم . والكل ظالمون لأنفسهم بكفرهم من أدى الجزية ومن لم يؤد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.