الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥۚ وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (39)

ثم قال تعالى : { قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده } أي : يوسع في الرزق لمن يشاء ويضيق على من يشاء وليس ذلك لفضل في أحد ولا لنقص ولا لمحبة ولا لبغض .

ثم قال تعالى : { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } أي : ما أنفقتم في طاعة الله فإن الله يخلفه عليكم .

قال ابن جبير : ما كان في غير إسراف ولا تقتير{[55995]} .

قال ابن عباس : في غير إسراف ولا تقتير{[55996]} .

وقال الضحاك : يعني النفقة على العيال وعلى نفسه ، وليس النفقة في سبيل الله{[55997]} .

قال مجاهد في قوله : { فهو يخلفه } أي : إن كان خالفا فمنه ، وربما أنفق الرجل ماله كله ولم يخلف حتى يموت{[55998]} .

قال مجاهد : إذا كان بيد الرجل ما يقيمه فليقتصد في النفقة ، ولا تؤول هذه الآية فإن الرزق مقسوم ، ولا يدري لعل رزقه قليل{[55999]} يعني : وأجله قريب .

ثم قال تعالى : { وهو خير الرازقين } أي : خير من يرزق وجاز ذلك لأن من الناس من يسمى برزاق على المجاز أي : رزق غيره مما رزقه الله ، والله يرزق عباده لا من رزق رزقه غيره ، فليس رازق مرزوق كرازق غير مرزوق .


[55995]:انظر: جامع البيان 22/101 وتفسير سفيان الثوري 224 والدر المنثور 6/706
[55996]:انظر: الدر المنثور 6/706
[55997]:المصدر السابق
[55998]:المصدر السابق
[55999]:انظر: الدر المنثور 6/706 وتفسير سفيان الثوري 244 والبحر المحيط 7/289