الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ضُرّٞ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلۡنَٰهُ نِعۡمَةٗ مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمِۭۚ بَلۡ هِيَ فِتۡنَةٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (49)

ثم قال : { فإذا مس الإنسان ضر دعانا } أي : إذا أصابه بؤس وشدة دعا الله مستغيثا به ، فإذا خوّله نعمة منه وفرج عنه { قال إنما أوتيته على علم } أي : قال{[59045]} : إنما الرخاء والسعة في المعيشة والصحة في البدن على علم من الله بأني له أهل ومستحق لشرفي ، ورضاه بعملي .

وقيل : المعنى : أوتيته{[59046]} على علم عندي بالتجارة والطلب{[59047]} وغير ذلك .

وقيل : المعنى : أوتيته{[59048]} على علم عندي ، أي : إذا أوتيت{[59049]} هذا في الدنيا إن لي عند الله منزلة{[59050]} . فرد الله تعالى عليه ذلك فقال تعالى : { أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة }{[59051]} وقد مضى ذكر هذا في ( القصص ) .

وقوله : { بل هي فتنة }{[59052]} معناه : بل أعطينا{[59053]} إياهم تلك النعمة ابتلاء ابتليناهم بها واختبارا{[59054]} .

{ ولكن أكثرهم لا يعلمون } أي : لا يعلمون أنه ابتلاء واختبار لسوء رأيهم وجهلهم .


[59045]:ساقط من (ع).
[59046]:(ح): أوتيته.
[59047]:(ع): والطب.
[59048]:(ح): أوتيه.
[59049]:(ح): أوتيته.
[59050]:انظر: جامع القرطبي 15/266.
[59051]:القصص آية 78.
[59052]:(ح): (...فتنة ولكن أكثرهم).
[59053]:(ع): عطيتا.
[59054]:(ع): واختبار.