ثم قال تعالى : { أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله } ( أن ) مفعول من أجله . والأًصل في ( حسرتا ) : يا حسرتي ، ثم أبدل من الياء ألف{[59118]} .
والفائدة في نداء الحسرة حرف النداء يدل على تمكن القصة من صاحبها وملازمتها له . فذلك أبلغ في الخبر{[59119]} .
وأجاز الفراء في الوصل : ( يا حسرتاه ) بضم الهاء وكسرها{[59120]} .
ولا يجيز النحويون إثبات الهاء في الوصل وقد جاء ذلك في الشعر{[59121]} .
والمعنى : اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن تصيروا إلى حال الندامة غدا .
ومعنى { على ما فرطت في جنب الله } أي : على ما ضيّعته من العمل بما أمرني{[59122]} الله به ، وقصرت فيه في الدنيا .
قال مجاهد والسدي : ( في جنب الله ) ، أي : في أمر الله{[59123]} .
وقال الضحاك : ( في ذكر الله ، قال : يعني القرآن والعمل به ){[59124]} .
وقال أهل اللغة : المعنى : في جنب الله{[59125]} .
وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما جلس رجل مجلسا ولا مشى ممشى{[59126]} ولا جلس اضطجع مضطجعا{[59127]} لم يذكر الله فيه إلا كانت عليه ترة يوم القيامة " ، أي : حسرة{[59128]} .
وقال إبراهيم التيمي : {[59129]} من الحسرات يوم القيامة أن يرى الرجل ماله الذي آتاه الله عز وجل يوم القيامة في ميزان غيره قد ورثه وعمل فيه بالحق كان له أجره وعلى الآخر وِزْرُه{[59130]} . ومن الحسرات أن يرى الرجل عبده الذي خوله الله في الدنيا ( أقرب منه ){[59131]} منزلة من الله جل ذكره ، أو يرى رجلا يعرفه في الدنيا أعمى قد أبصر يوم القيامة وعمي هو{[59132]} .
وأصل الحسرة الندامة التي تلحق الإنسان حتى يصير معها حسيرا ، أي : معيبا .
وروى مجاهد عن عبد الله بن عمر أنه قال : ما تفرق قوم قط من مجلسهم ، ولم يذكروا{[59133]} الله فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة .
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال{[59134]} : " ما جلس رجل ولا قوم مجلسا ، ولا مشى رجل ممشى{[59135]} ، ولا اضطجع مضطجعا{[59136]} لا يذكر الله فيه ، إلا كانت عليه يوم القيامة حسرة " {[59137]} .
وقوله : { وإن كنت لمن الساخرين } أي : وما كنت إلا من{[59138]} الساخرين ، أي : كنت من المستهزئين بأمر الله سبحانه وكتابه .
قال قتادة : ( لم يكفه ){[59139]} أن ضيع طاعة الله عز وجل حتى جعل يسخر بأهل طاعة الله سبحانه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.