الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَهۡلَكۡنَآ أَشَدَّ مِنۡهُم بَطۡشٗا وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (8)

ثم قال تعالى : { فأهلكنا أشد منهم بطشا } أي : فأهلكنا الأمم الماضية على تكذيبهم واستهزائهم بالرسل وهم أشد من قومك قوة آثارا وتصرفا{[61209]} في الأرض ، فلم يمتنعوا من العذاب لما أتاهم . فكذلك نصنع بقومك – على نقص قوتهم عمن تقدمهم – والتقدير{[61210]} : فأهلكنا أمما أشد من قريش بطشا ، فقريش{[61211]} أحرى ألا يقدروا على الامتناع إذا حلت بهم العقوبة لضعفهم ونقص حالهم عمن تقدم .

ثم قال : { ومضى مثل الأولين } أي : ومضى لهؤلاء المشركين المستهزئين بك{[61212]} ، يا محمد مثل ( ما مضى{[61213]} للأمم ) قبلهم من العقوبات إن أقاموا على شركهم وتكذيبهم لك . قال قتادة : { مثل الأولين } : عقوبتنا لهم{[61214]} . وقال مجاهد : سنتنافيهم{[61215]} .

وقيل : ( مثل ) هنا ، بمعنى : صفة ، أي : صفتهم بأنهم أهلكوا على كفرهم{[61216]} .


[61209]:(ح): أو تصرفا.
[61210]:(ح): (التقدير).
[61211]:(ت): (بقريش).
[61212]:ساقط من (ح).
[61213]:(ح): (مضا الأمم).
[61214]:انظر جامع البيان 25/32، وإعراب النحاس 4/99، وجامع القرطبي 16/64، وتفسير ابن كثير 4/124.
[61215]:انظر جامع البيان 25/32، وتفسير ابن كثير 4/124. والذي في تفسير مجاهد: (ينصر الله أنبياءه) 2/579.
[61216]:قال القرطبي في جامعه 16/64. حكاه النقاش والمهدوي.